| |
الحقيقة شمس أطفالك - وطن رجاء العتيبي
|
|
لا يتوقّع أحدٌ أن صراع الفرقاء أياً كان نوعه وشكله ولونه سيأتي بخير على الناس، ولا يتوقّع أحدٌ أن التجمعات (الشخصية) يمكن أن تثمر عملاً للوطن، ولا يتوقّع أحدٌ أن الدفاع عن الأفكار المؤدلجة أياً كان نوعها وشكلها ولونها ستثمر حضارةً وتقدماً للمجتمع. لم نعلم عبر التاريخ أن (الجماعات) المنكفئة على ذاتها، أظهرت عملاً علمياً، أو أسهمت في وحدة الأرض أو قدَّمت خدمةً للإنسان ولكن على العكس، المنجزات العلمية والتقنية والفلكية والبحثية جاءت من أفراد أو من مراكز بحث مستقلين، فالذين خدموا البشرية حضارياً وعلمياً هم أناس لا ينتمون إلى فرقة محددة ولا جماعة معيَّنة. المجتمع يبحث عن مَن يساعده، ويمد له يد العون، فكثيرٌ من أفراده يعانون من مشكلات كالفقر والأمراض النفسية وتحقيق الذات، فالذي يعمل من أجل الناس بدون تفريق هو الذي يستحق منا التقدير، أما الذين يعملون من أجل مصالحهم فحسب، فهؤلاء لا يريدون بالمجتمع خيراً، لأن العملية الإقصائية ليست من قيم الدين الحنيف الذي نؤمن به جميعاً، فالرسول صلى الله عليه وسلم جاء نذيراً وبشيراً للعالمين، والرجل المتقي هو أكرم عند الله من غيره، لا فرق في ذلك بين أبيض وأسود، عربي أو أعجمي. ويبقى العمل من أجل الكل بجميع شرائحهم شكلاً إسلامياً عظيماً، يعطي لوحدة الأرض قيمة عليا وللإخوة في الدين حباً وكرامة، وللقائد السمع والطاعة. أما الوطن فيبقى الخير والبركة، لأنك لا تستطيع أن تضحك مع أطفالك بدون وطن، ولا تستطيع أن تشتري لهم هدية جميلة بدون وطن، ولا تستطيع أن تراهم يكبرون أمامك بدون وطن.
ra99ja@yahoo.com |
|
|
| |
|