| |
أما بعد الحوار الوطني لتطوير التعليم.... ما الجديد؟ 1- 2 عبد الله بن عبد العزيز المعيلي
|
|
انتهى المشاركون في حوار الرياض - سبق اللقاء العام في الجوف - لتطوير التعليم إلى العديد مما يمكن اعتباره هموماً وتوصيات عامة منها: الاهتمام بإعداد المعلم وتأهيله وتدريبه، وتوفير الحوافز المادية والمعنوية له، وتطوير المناهج والمقررات الدراسية، والاهتمام بالأنشطة الرياضية، وتوفير المياه الصالحة للشرب، ونظافة الفصول والمرافق داخل المدرسة، وغير ذلك مما هو معلوم ومعروف لكل من يعمل في سلك التعليم بدءاً من الطالب فالمعلم ومدير المدرسة والمشرف ومديري التعليم ومسؤولي الوزارة حتى الوزير، كل هؤلاء يعرفون هموم التعليم وشجونه، والتقارير الدورية وتوصيات اللقاءات والمؤتمرات تشهد على أن كل هذه الأمور مدوّنة معروفة لدى الأقسام المختصة في الوزارة، وتحديداً لدى وكالة الوزارة للتطوير التربوي. ولو سُئل أيٌ من المسؤولين عن التعليم في المملكة عن رؤيته لتطوير التعليم لسرد كل ما ذكر وما لا يتسع الصدر لسماعه، ولهذا فتطوير التعليم ليس في حاجة إلى مزيد من اللقاءات والمؤتمرات، لأن مشكلاته معلومة للجميع ومنذ زمن طويل يربو على العشرين سنة، وفي كل عام يصنع رف جديد لحفظ التوصيات والمقترحات، لأنها لم تعد تلقى آذاناً صاغية للتفاعل معها وتفعيلها ليس في جهاز الوزارة وحدها، بل حتى في الوزارات الأخرى ذات العلاقة. ونظراً لكون مشكلات التعليم مزمنة وواضحة، ولكونها حظيت بالعديد من النقاش والتشخيص والرؤى والمقترحات فإنه ليس من المناسب الاستمرار في هذا النهج - نهج المؤتمرات واللقاءات - الذي لم يحرِّك ساكناً ولم يغيِّر واقعاً، وقد ثبت ذلك فعلاً من معطيات السنين العشرين السابقة. لهذا فتطوير التعليم يحتاج إلى قرارات جريئة وعاجلة، يحتاج إلى رجال تعمل وفق رؤية مبنية على ما هو معلوم مما تم التوصل إليه في السنين السابقة وهو كثير، إن تطوير التعليم يجب أن يتم وفق منظور سورة العصر تلك السورة التي أرشدت وأكَّدت على وجوب العمل بعد العلم قال تعالى : {وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}. إن الإيمان وحده والعلم والإعلام بقضايا التعليم لا يكفي، وقد ثبت هذا خلال فترة ربت على عشرين عاماً، ولتحقيق تطوير التعليم يجب أن تكون هناك خطوات عمل، وقرارات، وفق الأولويات المعلومة لدى المسؤولين في وزارة التربية والتعليم. وعدا هذا كان الله في عون الأجيال القادمة وحظها العاثر.
Ab.moa@hotmail.com |
|
|
| |
|