| |
لا.. يا حماد !!
|
|
من حقي وأنا أحد أبناء محافظة الرس أن أرد على حماد السالمي بعد أن كتب مقالاً بعنوان (ماذا يجري في الرس) بدأه بمقدمة ثناء أسهب فيها بالحديث عن الرس وأهلها والإشادة بمواقفهم الوطنية المشرفة مع المؤسس ،رحمه الله، بعدها تهجم وأساء، واتهم مؤسساتنا التعليمية والصحية والدعوية والخطباء والمجلس البلدي وبالتالي المحافظة كلها بالتطرف!! وما كانت مقدمة (المديح) هذه إلا استجداء للعواطف واستمالة للقلوب ومحاولة لكسب القبول والتأييد، وإيهاماً ومقاسمة بأنه من (الناصحين) قد ينخدع بها البعض! وإلا فأهل الرس وغيرهم أدرى بها من حماد وهم بحول الله على الحق دائماً، وفي خدمة دينهم ووطنهم وولاة أمرهم. لقد زعم أن من أهل المحافظة من أخبره ب(تطرف) أهلها و ب(المنكر)! الذي يرونه، أو يراه (هو) فيها! كإقامة مخيمات الدعوة إلى الله والتوعية ومجالس الذكر التي سماها النبي محمد صلى الله عليه وسلم : (رياض الجنة)، وكسيطرة (المتطرفين) - كما يقول أو يُنقل إليه عبر الرسائل - على التعليم والمساجد والصحة ومكاتب الدعوة و... و... وكل شيء في المحافظة!! وأن (المخلصين) لدينهم ووطنهم قد طلبوا منه أن يتكرم ليكتب عن هذا (التطرف) وينقذ المحافظة والوطن من (طامة) لم يجدوا لها غيره!! فهلا (تبيّن) حماد حين جاءه نبأ قبل أن يصيبنا بجهالة؟! أم أنه فرح بهذه (الغنيمة) فجعل من نفسه وقلمه (أداة) بأيدي كل من يريد أن ينفث سمومه ضد كل من يخالفه، ويرى المنكر معروفاً والمعروف منكراً؟! وهل يفعل حماد لو اتصل به من يطلب منه أن يكتب عن جهود أهالي المحافظة في التعليم والصحة والمجلس البلدي وغيرهم وولائهم لدينهم وخدمتهم لوطنهم ، وعن الجهود المباركة للدعاة في التوعية والتوجيه والحد من انتشار والمنكرات ومحاربة الأفكار الدخيلة و هداية الضال ودخول غير المسلمين في الإسلام والتي يشهد لها الجميع؟؟!! أم أن ذلك ضد توجهاته وخلاف ما تهوى نفسه الذي يبدو واضحاً في اعتراضه على إقامة المخيمات الدعوية كما يقول: (... ولأنَّ أهالي الرس كافة، يحبون وطنهم في حبهم لمحافظتهم، فمن حقهم إذن، إنكار ما يرونه منكراً، مما يتعارض مع دينهم ومبادئهم ووطنيتهم) ونحن نقول: كبُرَت - والله - يا حماد!! فأي منكر تراه (أنت) أو يراه أولئك (المحبون) لوطنهم في إقامة ذكر الله والدعوة إليه على هدي محمد صلى الله عليه وسلم؟؟!! وهل بين وطنيتنا وطننا الذي أقام بناءه المؤسس عبد العزيز رحمه الله على شرع الله القويم وبين إقامة المخيمات الدعوية تحت إشراف ونظر المسؤولين ورعايتهم تنافر أو تعارض أو تضاد؟؟! ثم من هم أولئك (المخلصون) لدينهم ووطنهم الذين أسفوا أشد الأسف و(خابت آمالهم)! حين أقيمت في محافظتنا مخيمات الدعوة والذكر والتوعية والنصح للمسلمين واحتواء لشباب ليكونوا صالحين يخدمون دينهم ويحمون وطنهم، ووشغلاً لأوقاتهم لئلا يكونوا من أهل الفكر الضال. بل من قال إن الحزن خيَّم على محافظتنا يوم عيدنا..؟! ولماذا؟!! أترانا عطلنا شعائر الله ولم نمتثل أمره ونكبره كما شرع لنا يوم عيدنا؟ أولم نخرج لصلاة العيد مع المسلمين؟! أولم نتزاور؟! أو لم يهنئ بعضنا بعضا؟! أم أن العيد والفرح في نظرك خلاف هذا؟!! أو خيَّم الحزن على عيدنا لأنه تم استقدام (منكتين ومضحكين) من قناة (لا يعجبك توجهها) فقلت: (توصف بالدينية)! وما (اعتراضك) عليها إلا لأنها (متزمتة) ترفض (ثقافة) الإسفاف والمجون والرقص وعرض (الأجساد)! إننا لنتحدى حماداً وغيره أن يجدوا فيها ما يدعو للتطرف أو يؤيده أو يسكت عنه أو يخل بالقيم والأخلاق! لكن يا ترى هل سيسخط حماد ويعترض لو كانت القناة (غير) دينية أو يسخر من ممثليها وممثلاتها ومطربيها أو يعترض على استقدامهم وتكريمهم ويراه حزناً؟؟!! إننا لنشكر مستشفى الرس على هذه القناة فالمريض - خاصة - بحاجة إلى أن يتوجه إلى الله أكثر لا إلى الرقص والإسفاف ، ولنتق الله فيمن يُحتضر وأمام ناظريه مشاهد الفسق والعري والموسيقى تصم أذنيه بدلاً من (لا إله إلا الله)! يا حماد.. في كل مكان شواذ، وللناس يا حماد أعين! وكلنا يعلم أن للتطرف طريقين اثنين بفكرين ضالين أحدهما الغلو الذي ليس من سنة محمد صلى الله عليه وسلم، والآخر وهو لا يقل عنه - إن لم يتفوق - خطرا على دين وأمن ووحدة هذا الوطن العزيز وأهله، ذاك هو (جفاء) الدين وكره الصالحين والتساهل، وأهل الرس - بحمد الله - بعيدون تماما عن هذين الفكرين، فلم يعهد عنهم الغلو والتنطع ولا التهاون بأمور الدين والوطن ولم يتطاولوا يوماً على (العلماء) و(أعضاء الإفتاء) بكلام أو(مقال) أو يلمزوا الدعاة والصالحين، أو يهاجموا مناهج التعليم (الدينية) ويلصقوا بها التهم الباطلة.. يا حماد! وهم - أعني أهل الرس - يدركون أن الحب الصادق لهذا الوطن (بالذات) لا يمكن أن يكون ممن يعد التمسك بسنة محمد عليه الصلاة والسلام (تزمتاً) ويهزأ بالعلماء والدعاة والصالحين. فكف يا حماد، عن تشويه صورة المتمسكين بدينهم المخلصين لوطنهم والتشكيك في ولائهم وصدق انتمائهم، دون مراعاة لأمانة الكلمة ومسؤوليتها، ودون نظر للأمور بمنظار الحق والحكمة، فكون منهجهم خلاف منهجك لا يعني أن تصفهم بالمتطرفين فلعل التطرف في الاتجاه (الآخر) يا حماد! والقارئ ليس جاهلاً بالحقائق لتملى عليه كما لا يجهل أشكال التطرف وحقيقة المتطرفين و كل يمكن أن يعبر عن (فكره) أو عن رأيه أو يفضي عما في نفسه في مجلس أو في وسيلة إعلام وسواء كان رأيه حقاً أو باطلاً فلن يعدم مؤيداً ولا معارضاً، والعبرة في الفكر وفي التأييد والمعارضة إنما هي موافقة الحق، وإن زعم كل أنه على الحق، إلا أن الحق أبلج يا.. حماد.
يحيى بن محمد الغفيلي / الرس
yy5000@maktoob.com |
|
|
| |
|