| |
على رسلك ودعها يا سالمي.. فإنها آمنة!
|
|
كتب الأستاذ حماد السالمي في عدد الجزيرة 12470 ليوم الأحد 28-11- 1427ه مقالاً مثيراً عنونه ب(ماذا يجري في الرس؟!). وحيث إنني أنتمي إلى هذه المحافظة فلي على مقاله مجملاً بعض الملاحظات: أولاً: وضع الرئيس الأمريكي جورج بوش العراق هدفاً له، ومن ثم حاك خرافة (الأسلحة النووية) حتى تمكّن من تدمير تلك البلاد، (وكذلك ألقى السالمي!)؛ فأيَّ هدفٍ أراد؟! ثانياً: ما لا يعرفه أ. السالمي عن أهالي الرس هو أنهم أشجع من أن يرسلوا أصواتهم بأقلام غيرهم ليبثوا مخاوفهم أو ينشروا أنينهم. والذي لا يعلمه في أهالي الرس أنهم يتوافدون زرافات إلى العاصمة ليلتقوا بالملك مباشرة إن كان لهم مطلب أو أرّقهم مؤرق، ولعل عذره أنّ هذا لم يصله. ومما لا تعرفه عنهم أنهم أشجع من أن يتواطأوا على صمت لو اشتبهوا بسرابٍ من إرهاب! ولو حدث هذا لاجتثوه (قبل أن تقوم من مقامك) فتمسك قلمك؛ فإن الرس رجالها ونساءها وأطفالها ممن ينكرون بأيديهم قبل أن تُنكر بقلمك، فدع الرس وشأنها. وما لا تعرفه أنهم على قلب رجل واحد لا فرقة بينهم ولا تعددية. ثالثاً: المنهج العلمي في إثبات الأمور مما لا أظنه يغيب عليه يقتضي أمرين: 1- عدم التعميم، وكل مقالك ينسب إلى أهالي الرس دون استثناء! 2 - التوثيق عند النقل، وهذا ما يفتقر إليه المقال. وما أسهل أن أجرّ قلمي لأسند إلى فلانٍ أو علان سيلاً من التهم والادعاءات بناءً على (رؤية قلب أو سمع أذن!)، كما قال أ. السالمي. وفي الحكم القضائي الذي أظنه لا يُنكره (البيّنة على المدّعي)؛ فليأتنا أ. السالمي بالبيّنة وليفصح عن أولئك الأبطال (الأشباح) الذين تذمروا فخافوا وفزعوا. رابعاً: هل يظن أ. السالمي أنه يَقِظ حين غفت كلّ أجهزة الدولة المسؤولة عن مكافحة الإرهاب؛ فأتى يدقّ قرب أذنيها ناقوس الخطر؛ لتنتبه المباحث وكافة الوزارات وتقوم بدورها. خامساً: ما كتبه أ. السالمي فيه إثارة للفتن وإشعال لنار الطائفية البغيضة على بلدة مطمئنة وأناس مطمئنين، وكل ما ذكره يكاد يصب في قالب (الأنشطة الدعوية، المخيمات.. القنوات الدينية، الخطباء). وأقولها بملء فيّ: أهالي الرس لا قضية لهم مع الدين وعلمائه، بل هو تاجهم، ولا تنس أن الرس جزء من خريطة تأسست على (لا إله إلا الله)؛ وبالتالي فإنهم لا يسعهم أن يُنكروا - كما أنكر غيرهم - الدعوة لله ورسوله؛ فدع الرس وأهلها. سادساً: ما يُنكر أ. السالمي تلك المحاضرات التي عُنونت بكلام الله؟! وماذا يزعجه في تلك القناة (الدينية)؟ وماذا في درس متسلسل يأتي بعنوان (الفدائي الأول) الذي يقرأه المحايد على أنه تصحيح للمفهوم وبيان للحقيقة لا تمجيد للإرهاب كما فهمه أ. السالمي؟ وعن نفسي أقول: (وكل إناء بالذي فيه ينضح). وما ينكر في المخيمات الدعوية التي أتت مزامنة لليوم الوطني (الموافق لشهر رمضان)؟ أولا يعلم أن الوطنية والدين لا يختلفان ولا يتضادان ولا يتدافعان، وأن هذا الوطن كان وما زال وسيظل باسم الدين وقائماً عليه؟ وليعلم أ. السالمي أن للابتهاج بيومنا الوطني أشكالاً كثيرة لا تقف عند حد نمط واحد؛ فقد يُحقق من الوطنية بكلمةٍ ما لا يُحققه حفل أدير على أيام، وكما يقال: (لكل شيخ منهج). سابعاً: يفصح مقال أ. السالمي عن قلوب العباد في غير موضع، فينبئ عما بها؛ إذ يُسند إليها إرادة الاستفزاز وصرف النظر. ثامناً: إنني عبر منبر (الجزيرة) أطلب من أ. السالمي أن ينيرنا بمقتطف من خطبة أو مخيم أو مجلس أو محاضرة فيها اشتباه بتطرفٍ أو إرهاب فات كلّ أهالي الرس وحضره؛ فنعذره فيما أنكر. تاسعاً: وصف أستاذنا عيدنا الأخير في الرس بالحزين! والحقيقة أنه حكم على البياض بالسواد في وضح النهار؛ فالأخير بالذات قد ازدان بصنوف سباقة جرت إلى محافظته أبناء المحافظات الأخرى، ولعله لا ينسى تلك الدعايات الصحفية عن الطيران الشراعي الذي أقيم فيها بالذات متقدماً على غيرها من المدن. غير أني أقول: ما خيّم الحزن يوماً على محافظتنا إلا فيما خطه قلم من إجحافِ بشأنها؛ فعلى رسلك يا أ. حماد.
د. أسماء بنت محمد العساف/ كلية التربية - الرياض
|
|
|
| |
|