| |
لما هو آتً رداً على ما سبق للمربين...! د. خيرية إبراهيم السقاف
|
|
تسألني صبية في الثالثة عشرة من العمر لماذا يلازمها الخجل حتى إنها لم تعد تميز بين أن يكون ما نتصرف به في المواقف المختلفة حياء أم خجلاً؟ فسألتها ما الفرق بين الحياء والخجل؟... لم أدهش بمثل ما أدهشتني مقاربتها بين الخجل والحياء في مواقف إسرائيل السافرة عن الحياء فيما يتعلق بعدوانها.. ومن ثم مواقف القوى الكبرى من قضايا الإنسان وادعاء الديمقراطية والعدل والخلق وإعطاء الحقوق فهي لا تخجل، بل لا تستحي حين توسم سياساتها بذلك وهي خارجة عن العدالة ومنح الحقوق وأبجدية السلوك الذي ينم عن الأخلاق.. قلت لها: وظفي لي موقفاً من مواقف الحياء وآخر الخجل.. بادرت على الفور تقول: لم يخجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من التعبير عن غضبه في مواقف منها تربيته للمسلمين على الزهد والإيثار، فموقفه من ابنته فاطمة - رضي الله عنها - حين علَّقت الستارة فأشاح بوجهه فعلمت أنه تعبير عن عدم الرضاء، إذ لم يخجل من التعبير عن غضبه بينما هو يستحي أن يعبر عن شديد شغفه بعائشة - رضي الله عنها - أمام زوجاته الأخريات بينما عبر عن حبه لها حين خاطب الله سبحانه وتعالى بقوله: (ولم استطع أن أعدل فيما تملك.) ثم أتمت هذه الصبية الذكية: الحياء يمنع عن الفعل القبيح مع النية بعدم فعله، أما الخجل فيمنع مع النية بالقيام به.... ربَّت على رأسها سروراً وأنا أسألها: متى صغيرتي عقدت هذه المقارنات؟ قالت: كل يوم تعودت أن أناقش موضوعاً مع أمي وأبي على طاولة الشاي بعد العصر، فيوم يسمعانني وآخر يعلمانني وثالث نتسابق أينا يكسب الجولة.. ثم أردفت بيننا قاموس لغة وكتاب أحاديث والقرآن الكريم مع تفسيره...، وبعض كتب عن سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه - رضي الله عنهم - بورك آباء على هذه الشاكلة نمذجة فاعلة في وقت يحتاج فيه الأبناء إلى مثلهما...
|
|
|
| |
|