تتضارب الأقوال في إحساس الشاعر وترجمة مشاعره، هل هو يترجم أحاسيس الناس ويصوغها في عبارات يصف الواقع سواء كان من ناحية المعاناة أو من حيث الراحة والاطمئنان النفسي والرضا بالحياة.
وأي الشعراء يلمس بشعره خلجات الناس أهو الشاعر القديم الذي يتمتع شعره بالأصالة والفصاحة وقوة البناء، أم هو الشاعر المعاصر؟ وأعني بالشاعر المعاصر الذي يدخل بخيط شعري إلى قلوب الناس، وترتكز شاعريته على استخراج ما بداخله من إحساس بالناس بأسلوب عصري بعيد عن التكلف في الألفاظ أو التقعر، وإنما قريب من أساليب الحياة المسايرة للنهضة العمرانية والصناعية التي لم يعايشها القدامى، ولم يشربوا كأس خمراتها.
والشاعر الذي يدرك ما بينه وبين الشعراء القدامى من ميزة، نراه ملزماً نفسه بالتجديد إلزاماً يساير واقع الحياة ويصطبغ بصبغتها.
ووفقاً للمعايير التي يترجم بها الشاعر حياة المجتمع الذي يعيش في وسطه نجده ملزماً بأن يعيش في خضم عيش غيره ولا يكون متفرداً أو ذاتياً يعيش مع نفسه فقط، وهذا النوع الذي يجب أن يكون عليه الشاعر هو ما أشار إليه الشارع إيليا أبو ماضي 1894-1957م في قوله واصفاً الشاعر الذي يحس بإحساس غيره: