| |
لما هو آتً ما الحصاد......؟ د. خيرية إبراهيم السقاف
|
|
ليست النُّظم التعليميَّة جامدة ولم تكن في يوم غير قابلة للتحديث ضمن متطلّبات التحوّلات المجتمعيّة فيما تحتاج إليه العناصر البشريّة. وهذه هي طبيعة الحياة هناك ثوابت غير متغيّرة بينما لا يمكن للشَّمس التي تشرق كلَّ يوم أن تجد الأرض بكل ما فيها ومن عليها كما تركته في الأمس... وأنظمة التعليم ممَّا هو عليه الواقع تحصد نتائج إيجابياتها بمثل ما تحصد خسائر سلبياتها... والواقع أنَّ هناك حراكاً تحديثياً وتجديدياً القصد منه حصد نتائج فاعلة وذات حصاد مثمر.. لكن تبقى ثغرات كثيرة تذهب في التغلغل في بنية النتائج وذلك لعدم التنبّه إليها أو لكثرة المنظرين في شأنها أو لعدم اختيار الرأي الصائب فيها... بلا ريب هناك جهود كثيرة ومتضاعفة وخلايا لا تتوانى في البذل من أجل التطوير والإضافة وتغيير ما يمكن للأفضل، فالأهداف جليّة في هذا الشأن لكن هناك تعثرات... إذ ما الذي حدث؟ هل تغيرت الأنظمة الداخلية للعلائق بين المعلمين الفاعلين في الحركة التعليمية كونهم منفذين لها المسؤولين عنها وبين الهيئة الإشرافيّة والإداريّة على سبيل التمثيل؟ بمعنى ما الذي مُنح للمعلم من حرية تمكِّنه من التدخُّل المباشر في شأن المحتوى الذي يدرسه؟ أو التقويم الذي يؤدِّيه؟... أو حتى في إبداء رفضه أو موافقته على الساعات التي يدرسها أو العلاقة بينه وبين تلاميذه التي تحده عن أول أبجديات التربية وهي إقرار عقوبة أو إعادة اختبار...؟ في النظام القائم هناك مركزية محبطة لطموح العمل محدد لجهود المعلِّمين.. باسطة كفيها لسعة لا يتحرك فيها سوى الرؤساء ومن ثم الآباء.... ثمَّة أمور تربويَّة على درجة بالغة من الأهمية لا بد أن توضع أولاً قبل غيرها في ورقة العمل الأولى عند صباح الخير ويسعد مساءك بين ذوي الشأن في برنامج التحديث والتطوير وتلافي السالب من الحصاد والتطلّع للمثمر منه... إنَّ الأمم لا ترقى إلا بنظام تعليمي بالفعل يتجه لصناعة الفرد ليكون مؤهلاً لزمنه... ضمن مورّثاته الثابتة ومكتسباته النافعة مما تقدمه الحركة البشريّة في دولبة الحياة...
|
|
|
| |
|