| |
دفق قلم حديث الذُّبابة عبد الرحمن صالح العشماوي
|
|
من أوراق مؤتمر الإعجاز الذي أقيم في الكويت ورقة قدمها د. مصطفى إبراهيم من مصر بعنوان (الداء والدواء في جناحي الذباب) وكانت ورقة علمية مؤكدة بالتجارب العلمية المرئيّة، وبالأدلة (المخبرية) الواضحة، حيث أشار الباحث إلى خمسين طريقة علمية أثبتت صحة ما ورد في الحديث الشريف عن موضوع غَمْس الذباب إذا وقع في الإناء. وقد أشار د. مصطفى إلى نقطة مهمة أثارت فهماً غير صحيح عند بعض من ناقشوه من العرب والمسلمين فقال: إن الحديث الشريف واضح في بيان الحالة، فهو لم يأمر أحداً بأن يعرّض إناءه للذباب ليقع فيه، ولكنه قال: إذا وقع، وهو أيضاً لم يلزم أحداً بشرب ما في الإناء ولم يوجبه عليه، وإنما دلّنا على طريقة علمية صحيحة لمن يريد أن يشرب ماء في إنائه حتى لو وقع فيه الذباب، فوجّه - عليه الصلاة والسلام - إلى ضرورة غمس الذباب في الشراب الموجود في الإناء ثم إخراجه منه، مبيناً بعبارة واضحة أنّ السبب في ذلك وقاية الإنسان من الداء الذي في أحد جناحي الذباب بالدواء الذي يحتوي عليه الجناح الآخر، وقد أكد الباحث أن الاستخدام اللغوي في الحديث واضح في هذه المسألة، فاستخدام الفاء للغمس يفيد مباشرة الغمس في الإناء فور وقوع الذباب، واستخدام ثمّ في الأمر بإخراج الذباب يفيد التراخي، لأن ذلك يوفّر وقتاً مناسباً لذوبان مادة الدواء في الإناء لتقوم بدورها في قتل مادة الداء. ثم أشار إلى أن التجارب العلمية التي أجراها في المختبر بطرق علمية صحيحة أثبتت أن جناحي الذباب مليئان بالخلايا، وأنهما ليسا أملسين كما تراهما العين المجردة، فهما مناسبان للاحتفاظ بأي موادٍ تقع عليهما. وأثبتت التحاليل المركزة أن أحد جناحي الذباب يحتوي على جراثيم معدية تحمل عدداً من الأمراض، وأن الجناح الآخر يحمل مادة قاتلة لتلك الجراثيم تماماً، فالجناح الذي فيه الدواء يفرز فِطْر (أمبوزا) القاتل للجراثيم، كما أنه يحتوي على خمسة مضادات حيوية مفيدة لمقاومة كثير من الأمراض، وميزة مادة الدواء أنها تظل على قيمتها الدوائية حتى وإن كان الشراب الذي وقع فيه الذباب ساخناً، كما أثبتت التجارب أن تحلُّل مادة الدواء في الشراب لا يتم إلا بالغمس الكامل فيه وتركه قليلاً ثم إخراجه منه. وتحدث صاحب البحث د. مصطفى عن أن هذا الحكم يصدق على معظم أنواع الذباب التي تزيد على أربعة وستين ألف نوع، وأن التجارب أجريت على ذباب المنزل المعروف، وذبابة الرمل، وذباب الاصطبل الكاذب، فكانت النتائج واحدة. وأكد أن عدداً من الأطباء الذين التقاهم من غير المسلمين اندهشوا لهذا السبق العلمي العجيب من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يعرف الإنسان شيئاً عن المعامل والمختبرات، مؤكداً أنه لم يسمع كلاماً مشوباً بالسخرية والشك إلا من بعض مثقفي المسلمين الذين لا يستمعون جيداً إلى ما يقول العلم. إشارة: وقبيحٌ من الفتى أنْ يكون الرأس في قومه فيصبح ذيلا.
www.awfaz.com
|
|
|
| |
|