| |
الغذامي يعري الديكتاتورية الشعرية في أبوظبي
|
|
* دبي - أحمد يوسف: لم يعمم الدكتور الناقد السعودي عبدالله الغذامي في معرض انتقاده للشعر العربي المعاصر، وهو إن اعتبر أدونيس صنماً من أصنام الشعر، فإنه كان منحازاً إلى جانب محمود درويش، وأمل دنقل في جزء من أشعاره، ونازك الملائكة على جرأتها. جاء ذلك في محاضرة بعنوان (النقد الثقافي وتفكيك الأنساق) ألقاها الغدامي في المجمع الثقافي في أبوظبي اعتبر فيها أن الشعر صار ضحية الصورة، بحيث لم يعد قادراً على تمثيل أي ثقافة على مستوى العالم، وليس العالم العربي فقط، ومن أهم الأمور التي ساقها في هذا المجال الدراسات التي تنشر في الغرب، وبقرار من جامعة أكسفورد، والتي تعد من كبرى الجامعات الغربية، الذي اتخذته أخيراً، وألغت بمقتضاه عقودا مبرمة مدى الحياة مع مجموعة من الشعراء لنشر إنتاجهم، كما قامت بدفع الغرامات المترتبة على ذلك بالكامل لأنها لا ترغب في نشر مادة لم تعد مقروءة، ولا تخدم استراتيجية التعليم التي تلتزم بها، داعياً إلى نقد أنساقنا الشعرية العقلية التي أنتجت الديكتاتورية والطغاة في الشعر العربي أمثال المتنبي قديماً، وأدونيس حديثاً، حيث عطل المتنبي بما كتبه من شعر بليغ قدراتنا على إنشاء جملة نعبر بها عن مشاعرنا، فأصبحنا نقتبس عنه بدلاً من إنتاج الجديد. أما في العصر الحديث فقد حل أدونيس محل المتنبي وصار أباً لمجموعة من المريدين والأتباع الذين لا يقبلون بأي نقد يوجه له وهو نوع من العبودية و(التصنيم الثقافي) الذي ينتج في النهاية أشخاصاً ديكتاتوريين وطغاة، معلناً أن الإبداع لا يقتصر على أشخاص نخترعهم وإنما ما يصدر عنهم هو الذي يفرض نفسه على المتلقي سواء كان الاسم كبيراً معروفاً، أو مبدعاً في بداية الطريق. وقد وصف المحاضر أدونيس بأنه مفكر أكثر منه شاعر، وأنه مشروع يمثل الثقافة العربية بكل ما فيها من عيوب وحسنات، مما يغري النقاد بأن يعتبروه نموذجاً للحداثة في الشعر العربي، رغم وجود أسماء حداثية أخرى تشكل أطرافاً متوازنة بالمقارنة مع أدونيس أمثال محمود درويش وغيره من الشعراء الذين يعكسون حسنات الثقافة العربية وانحيازها للمهمشين، فهم في الهامش وليس المتن، بينما يمثل أدونيس النسق الفحولي الذي يعبر عن العصرنة وهو الرجعية بصيغة الحداثة. إن الدكتور الغذامي في استحضاره لتجارب بعض الشعراء كان يدعو إلى إعادة النظر في كافة الأفكار المسبقة، ومنع الانهيار الثقافي الذي يمثل خطراً حقيقياً على الساحة الإبداعية ذلك أن شعر أدونيس ليس إلا نوع من الشعر المترف، لكن شعراء آخرين ولدوا في زمن الصمت والخوف والحصار هم شعراء الصمود وبسالة الإنسان المهمش، شعراء القضية العربية العادلة دونما استعلاء، وليس مثل أولئك الذين يكتبون من أبراجهم العاجية.
|
|
|
| |
|