| |
ماذا دهاك أيّها التعاون
|
|
قد يكون الأمر طبيعياً حينما يخرج ذلك التعاوني القديم من بوابة الملعب متلثماً قبيل نهاية مباراة فريقه وقد قطب بجبينه وأخذ يتمتم بكلمات لا يفهمها إلا هو وقد لا يلام ذلك الشاب المتحمس حينما يمزق شعار ناديه ويدوسه بقدميه وفي كلتا الحالتين هذا التصرف هو إفرازات طبيعية للشعور باليأس والغرق في قاعة القنوط والإحباط. فلقد مللنا التسامح ومنح الفرص وإصابتنا النتائج السلبية التي تتابعت علينا في حلقات متصلة بالمعاناة وقلة الحيلة فمسيرة نادينا الترايخية مرت بعدد من الانكسارات الحادة في رحلة تنحدر كل عام إلى عمق أشد محنة وأكثف ظلاماً وأبلغ إمعاناً في قهر الذات حتى أصبحت هذه المسيرة أشد خطراً وأقرب للموت منها للحياة.. نسمع صهيل الخيل عبر موجات الأثير وتأتينا وعود العز والنصر القريب وأنباء أخرى عن تعديل المسار وتقويم الانكسار وفي لحظة وجدنا أنفسنا تدكنا بغال المنافسين وتدوسنا حمير الخصوم بأقل جهد وأسوأ استعداد لقد بانت الحقيقة لذي العينين حينما صار شعار نادينا حتى هذه اللحظة (التعادل عادل) لكن دخان الصمت بدأ يعلو وينتشر وكأنه على موعد مع البيان والوضوح لتظهر الحقيقة وليكون الجميع على موعد مع الصدق والمصارحة لتتألق الشفافية وتنتصر ولتكون الرؤية جماعية بدلاً من الرؤية الفردية التي تلفها السرية تصدر بجدار الصمت. إن الحلول العقيمة التي تمارس خلف تسار الصمت من مثل مسؤول النادي ليس لها أي تأثير وفاعلية لأن الإبحار في سفينة مثقوبة هو بلا شك طريق الموت العاجل والهلاك المتوقع كما أن المشي في دهاليز الغموض والركض في مساحات الظلام والصمت المطبق لم يحقق على مدى التاريخ أي نجاح لأهل هذا المنهج العقيم. إن المنهج القويم في الفكر والعمل لمعالجة الأحداث هو إبرازها أمام الآخرين أخذ آرائهم ومقترحاتهم ومشاركتهم في اتخاذ القرار وخصوصاً أصحاب العقول النيرة والفكرة الوقادة المضيئة، أما الانتصار للذاتية والاستقلالية في اتخاذ القرار وإيجاد الحلول لأي مشكلة فإنه لن يحقق الهدف ولن يوصل إلى الغاية. انه إذا لم نتمكن من التغلب على مشاكلنا في وقتها فسيكون هناك تراكمات من القلق والخوف من المستقبل لمسيرة هذا النادي العريق ثم تكون الآثار السلبية حتمية الوقوع ويكون الفشل سيد الموقف. إذن لابد من المشاركة الجماعية في استقراء الحالات وإيجاد الحلول المناسبة لها وبيان الحالة لأن العمل الجماعي المنظم ينمي الود ويزيد في التفاعل ويتغلب على المعوقات. المشاركة الجماعية أيها المسؤولون في التعاون في اتخاذ القرار تخرج الفرد من دائرة التمحور حول نفسه إلى الانفتاح على الآخرين ومعرفة ما عندهم والاستئناس بآرائهم ومقترحاتهم وحتى في نقدهم البناء ولو كانوا في خانة المعارضة. مدرب نادينا يعدنا ويمنينا ثم نجده في يوم وليلة يلقي بالأعذار يمنة ويسرة ليتم الطرح الإعلامي لهذا التخبط عقيماً لتكون الأعذار المقدمة على ألسنة العاملين أنها (ظروف ستتم معالجتها وتداركها). مطلوب أيها المخلصون بيان الحقيقة المغيبة.. من إيضاح الأسباب لهذا الإخفاق لماذا التستر على ما يحصل؟ لنقل جميعاً إن المدرب ليس بمستوى الواقع ولن يتمكن من المواصلة في تدريب هذا الفريق أو أن مستوى نادينا غير متوافق مع مستواه التدريبي!! أو.. أو.. إلخ. وربما يخرج علينا هذا المدرب أو رئيس النادي في وقت لاحق بعذر آخر فيكون الطرح الإعلامي مماثلاً للسابق. أيها السادة: لابد من تذليل العقبات ليكون العطاء أكثر ولتكون الحجة أقوى في المناقشة عند حدوث الخلل أو الوقوع في فخ الهزيمة وهذا يستلزم إظهار الحقيقة ومعالجتها في وقتها وعدم العبث بهذا الكيان ولو حتى بالكلام. هناك مشكلة.. هناك صمت.. هناك قلق.. المشاركة الهادفة والرأي المتجرد أيها الأعزاء هو المطلب حتى لا يكون نادينا في عداد الموتى بعد ذلك لا تفيد النياحة ولا بيان الحقيقة.
عبدالعزيز بن صالح التميمي -بريدة
|
|
|
| |
|