| |
أضواء جاسر عبد العزيز الجاسر حلحلة أوضاع المنطقة
|
|
تشهد المنطقة تحركاً سياسياً ودبلوماسياً من قبل القوى الدولية الفاعلة لمعالجة أهم قضيتين تعاني منهما المنطقة، وقد أفرزتا مشكلات وقضايا أخرى.. فبالإضافة إلى وصول الرئيس جورج بوش إلى الأردن واجتماعه المرتقب برئيس الحكومة العراقية نوري المالكي لبحث حلحلة ومعالجة الأزمة العراقية التي تكبل الإدارة الأمريكية وأظهرت عجزها في استنباط حلول لهذه المشكلة المستعصية. ورغم زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة تتركز على المسألة العراقية، إلا أن عدداً من الاتصالات التي جرت بين القوى الدولية والإقليمية للاستفادة من وجود الرئيس الأمريكي في المنطقة لطرح ومناقشة أفكار لمبادرات جديدة يفترض بها أن تجدد المسيرة السياسية في الشرق الأوسط. وبالتوازي، وسع الرئيس جورج بوش التكليف الذي ألقاه على اللجنة الخاصة التي يفترض بها أن ترفع له اقتراحات بسياسة جديدة في العراق، والآن سيتضمن تكليفها خيارات استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين وبين إسرائيل وسورية أيضاً. وتقدر عناصر سياسية أن الولايات المتحدة تمر الآن بتغيير سياسي دراماتيكي في كل ما يتعلق بالشرق الأوسط، في محاولة لإنقاذ الولاية الأخيرة للرئيس بوش وترميم بعض الدمار الذي خلفته هنا سياسة التحول الديمقراطي المأساوية التي تبناها. وحسب الأفكار المتبلورة في واشنطن، يسعى الأمريكيون إلى إنشاء محور من دول معتدلة، بتعاون من إسرائيل، إلى عقد مؤتمر دولي خاص يكرس تعزيز أبو مازن وتعزيز السلطة الفلسطينية.. سيجري فحص سبل استئناف المفاوضات بين الطرفين على أساس خريطة الطريق، في ظل جهد مشترك من كل العناصر للوصول إلى تطبيق المرحلة الثانية فيها. وبعد ذلك، توجد إمكانية للتوجه إلى (انطواء متفق عليه)، بتعاون من أبو مازن، وفي ظل مفاوضات ثنائية، حتى قيام دولة فلسطينية في حدود مؤقتة ووضع جدول زمني لتحقيق التسوية الدائمة. لغرض هذه الخطة، ينبغي ترميم قدرة الفلسطينيين على حكم أنفسهم، وإقامة سور حيال حماس وحزب الله وتزويد أبو مازن بكميات كبيرة من المال والقوة. المداولات التي شهدتها الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة يأتي الاستنتاج بأن وضع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط عسير للغاية، وأن خطراً فورياً يحدق بكل المصالح الأمريكية في المنطقة: خطر واضح على استقرار الدول المتضامنة مع الولايات المتحدة، وإمكانية اختفاء الزعيمين الوحيدين اللذين جلبهما التحول الديمقراطي لبوش: رئيس الوزراء السنيورة في لبنان والرئيس أبو مازن في السلطة الفلسطينية. ويشخص الاستراتيجيون الأمريكيون الخطر الرئيس المحدق الآن بالمنطقة برمتها مصدره طهران، حيث يتخوفون من زحف إيران على العراق وسورية ومن ثم السيطرة على لبنان وممارسة نفوذ على السلطة في فلسطين. وعلى هذه الخلفية يبحث الرئيس بوش عن نقطة ارتكاز جديدة تساعده على أن يدفع إلى الوراء إيران ويثبت استقرار المنطقة والدول المعتدلة فيها. وحسب الأفكار، فإن الفلسطينيين لن يشاركوا في المرحلة الأولى من الخطوة الدولية، ولكنهم يباركونها. وكذلك الخليجيون، وأغلب الظن مصر والأردن أيضاً. والآن يتوقعون قراراً من إسرائيل. ويظهر أن إسرائيل اتخذت أولى الخطوات (الحذرة) للبدء في التحرك لمعالجة الوضع الفلسطيني من خلال البدء في الإعداد للقاء أولمرت - عباس بعد إقرار الهدنة التي وإن واجهت بعض الخروقات إلا أنها تشكل البداية لعملية سياسية يؤمل أن تنتهي بإعلان الدولة الفلسطينية.
jaser@al-jazirah.com.sa |
|
|
| |
|