المسابقة الدورية الوطنية للمزايين
د. زيد المحيميد

لا يخفى على الجميع مدى أهمية المحافظة على الإبل لاسيما أنه قد ورد نص ثابت في القرآن الكريم عنها، والآثار التاريخية التي تؤكد أهمية الإبل في حياة العرب ونجد ذلك في كثير من القصص والشواهد المنبثقة من تاريخ القبائل العربية ونتيجة لهذا ازدادت المعرفة المتعمقة عن الإبل لدى أبناء الجزيرة العربية منذ القدم وبرعوا في معرفة سلالاتها وأوصافها وأخبارها، ونضيف على تلك الأهمية الاكتشافات الطبية الجديدة والطروحات العلمية لعلاج كثير من الأمراض من لحومها وأبوالها، كل ما سبق أوجد شعبية كبيرة لدى عدد كبير من الجماهير لرؤية الجمال النادرة، وتحمل تلك الجماهير مشاق الترحال - كما كنا نرى ذلك السلوك في كرة القدم - لرؤية المسابقات المنتشرة هنا وهناك في مناطق مملكتنا الحبيبة، وخاصة بعد انحدار شعبية اللعبة الأولى لدينا، ألا وهي كرة القدم، وخاصة بعد اعتزال الرموز من اللاعبين المميزين والمؤثرين لا سيما مع عدم وجود بدلاء في هذه الفترة والذين يستطيعون جذب آلاف الجماهير للملعب بالرغم من جهود الأندية الجبارة في إستقطاب لاعبين محترفين بأنديتها ودفع ملايين الريالات سنوياً لكنها تفشل بالنهاية بجذب الجمهور!. وهناك عوامل مؤثرة وقوية أخرى لبروز مسابقات مزايين الإبل في الوقت الحاضر وهو الاهتمام والمتابعة من قبل بعض المسؤولين فظهرت مسابقات كثيرة منها المسابقة الشهيرة - محلياً وعربياً - في منطقة أم رقيبة، تلك المسابقة التي نرجو أن ترتقي لتعطي نموذجاً متكاملاً لتكون ذات صبغة عالمية (الكاتب، الجزيرة: أم رقيبة من المحلية إلى العالمية العدد 12125)، وما نلحظه في هذا الوقت تزايد عدد المنافسات وبعثرة الجهود وضعف التنسيق في هذا المجال الرياضي الشريف، بالإضافة إلى ذلك وجدنا تقسيماً جديداً لتلك المسابقات في كل منطقة ويأخذ في الأغلب طابعاً قبلياً أو إدخال شيوخ وأعيان القبائل لتمثيل وتبني تلك المسابقات وتحملها بعض المشاق لتهيئة الأجواء المناسبة للجمهور وإيجاد طاقم من الحكام لنجاح الحفل، وانطلاقاً من الأسس العلمية والممارسات العملية المتميزة نؤكد على أهمية إيجاد جهة متميزة ومتمكنة تقوم بدور الإشراف والتوجيه والارتباط التنظيمي وتقديم المساعدات المالية والمعنوية في مجال تنظيم تلك المسابقات بما يضمن تحقيقها للأهداف الوطنية المرجوة، وهذا ما نعالجه في العنوان التالي: الدوري الوطني للمزايين: كل تلك المسابقات والتي أن أعيد طرحها ونمذجتها بصورة دورية وسنوية تحت إشراف مباشر من لجان مستقلة ذات خبرة واسعة في مجال مزايين الإبل ويتم تشكيلها من إمارة كل منطقة من مناطق المملكة، وبناء على ما سبق يقترح الكاتب تأسيس (المسابقة الدورية الوطنية للمزايين) في جميع المناطق، ونذكر هنا بعض الآليات والضوابط التي نقترح مراعاتها عند تأسيس المسابقة الوطنية:
1. إمكانية مشاركة عدة فرق من كل منطقة بدلاً من المشاركة القبيلة، على أن يحتوي كل فريق من عدة مزايين تتراوح بين العشرة والعشرين، وممكن تسمية الفرق بالأودية والجبال والأماكن التاريخية الشهيرة التابعة لتلك المناطق.
2. يسمح للفرق بشراء بعض الإبل من خارج المناطق أو الدول المجاورة سواء أكان شراء أو إعارة.