| |
تحلية المياه تحصل على براءة اختراع من مدينة العلوم الشريف: الحصول على براءة الاختراع امتداد للنجاحات
|
|
* الرياض - سلطان المواش: حصلت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة ممثلة في معهد أبحاث تحلية المياه المالحة التابع لها على براءة اختراع من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية مقابل الطريقة التي تم اكتشافها وتطويرها وتطبيقها في معهد الأبحاث التابع للمؤسسة بالجبيل، التي تقوم على مرحلتين مزدوجتين لتحلية مياه البحر، حيث يتم في المرحلة الأولى معالجة مياه البحر من خلال تمريرها بأغشية الترشيح متناهية الدقة (النانو Nano) ومن ثم إلى وحدات التحلية التقليدية.. وتُعتبر شهادة البراءة هذه رقم (1000) التي منحتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية خلال الحفل الذي تمت إقامته يوم الأحد 5 ذي القعدة 1427هـ الموافق 26-11-2006م في المدينة بهذه المناسبة بحضور معالي وزير المياه والكهرباء رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة المهندس عبد الله بن عبد الرحمن الحصين ومعالي محافظ المؤسسة الأستاذ فهيد بن فهد الشريف ووفد من كبار المسؤولين في المؤسسة ومعهد أبحاث تحلية المياه المالحة بالجبيل. وبهذه المناسبة صرح معالي محافظة المؤسسة الأستاذ فهيد بن فهد الشريف بأن الحصول على هذه البراءة يأتي امتداداً للنجاحات التي حققتها المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة في مجالات الأبحاث العلمية لتطوير هذه التقنية وتخفيض تكاليفها، التي تحققت ولله الحمد من خلال جهود أبناء المؤسسة المخلصين في قطاع الأبحاث وتقنيات التحلية ومعهد أبحاث تحلية المياه المالحة التابع للمؤسسة.. وأضاف معاليه أن حصول المؤسسة على هذه البراءة يضاف إلى براءة الاختراع التي حصلت عليها من مكتب براءة الاختراعات في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2003م، وقد حصلت المؤسسة على عدد من الشهادات والجوائز العالمية والمحلية لهذا الإنجاز ومنها جائزة منظمة التحلية العالمية لعام 1999م في مؤتمرها الذي عقد في نفس العام بمدينة ساندياجو بالولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك جائزة شركة المراعي السعودية فرع العمل الإبداعي في المجال الهندسي الذي تشرف عليها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وذلك لعام 2001م. وأوضح معاليه أن الباحثين في معهد أبحاث تحلية المياه المالحة قد استطاعوا التغلب على العديد من المشاكل التي تعاني منها تحلية المياه بالطرق التقليدية حيث تمَّ خفض نسبة ملوحة مياه البحر المغذية لوحدات التحلية وأُزيلت المواد العسرة التي تشكل معضلة لمحطات التحلية بنسب عالية تصل إلى (98%) لبعض المركبات كالكبريتات كما تم أيضاً إزالة جميع المواد العالقة والبكتيريا. وأضاف أن معهد أبحاث تحلية المياه المالحة بالجبيل قد قام بالدراسات النظرية والاختبارات المعملية والحقلية فيما يختص بتطوير المعالجة الأولية لمياه البحر وتم إجراء التجارب على وحدات تجريبية باستعمال نظام (النانو) (التناضح)، حيث أثبتت التجارب إمكانية إنتاج الماء العذب بنسبة استخلاص أعلى بكثير مما هي عليه باستعمال الطرق التقليدية الفردية بدون النانو حيث وصلت نسبة استخلاص الماء العذب من مياه البحر بطريقة التناضح العكسي إلى حوالي (70%) بدلاً من 35%، كما أن استهلاك الطاقة وتكلفة إنتاج الماء بالطريقة المزدوجة (النانو - التناضح) أقل مما هي عليه بالطريقة الفردية بدون النانو بحوالي (30%)، وهناك ميزات أخرى للنظام المزدوج من النانو - التناضح، حيث يبقى فارق الضغط عبر الأغشية ثابتاً ومنخفضاً مما يؤدي إلى أداء أفضل لأغشية التناضح ويزيد فترة تشغيلها. وذكر معاليه أن لهذا الأسلوب الجديد مزايا في تخفيض نسبة ملوحة مياه البحر وإزالة المواد العسرة التي تعتبر أكبر عقبة تواجه محطات التحلية الحرارية، لذا فإن تطبيقه على المحطات الحرارية وحسب ما قام به معهد أبحاث تحلية المياه المالحة بالجبيل من دراسات أدى إلى زيادة في إنتاج الماء المقطر عند التشغيل على درجات حرارة تصل إلى (130 درجة مئوية) وبنجاح ودون تكوُّن القشور الملحية التي تعاني منها طرق التحلية التقليدية حتى عند التشغيل على درجات حرارة أقل من ذلك بكثير.. وتم رفع نسبة الاستخلاص إلى (70%) بدلاً من (35%). وللاستفادة الاقتصادية من هذه الطريقة، التي تمَّ تطويرها ولأول مرة في تاريخ التحلية في المؤسسة، فقد عملت المؤسسة على تطبيق نظام النانو - التناضح على أحد خطي الإنتاج (خط 100) بمحطة تحلية أملج للتناضح العكسي وتم الإبقاء على الخط الثاني (خط 200) المماثل والمساوي لخط (100) في التصميم والإنتاج على حالته الأساسية دون تحويل ليعمل بالنظام التناضحي الفردي لأغراض المقارنة. وبعون من الله تعالى تم تشغيل هذا الخط بالنظام المزدوج الجديد (النانو - التناضح) بتاريخ 26-6-1421هـ الموافق 24-9-200م بأداء عالٍ وبدون مشاكل تشغيلية وبهذه الطريقة المزدوجة فقد ارتفع إنتاج وحدة التناضح بخط (100) المغذى بمنتج النانو إلى (130م3 - ساعة) مقارنة بـ(91.8م3 - ساعة) سابقاً، أي بزيادة في إنتاج هذا الخط تقدر بـ42%).. ويعني هذا زيادة إنتاج المحطة بما نسبته (21%) وبتكلفة بسيطة لا تتجاوز (4%) من التكلفة الرأسمالية لإنشاء محطة تحلية أملج. وسوف يكون لنتائج هذا البحث إن شاء الله أثر محسوس في تغيير مفاهيم التحلية إذ سيتم إعادة تصميم المحطات الجديدة وتعديل المحطات الحالية بحيث تقل تكلفة المنتج ويزداد إنتاجها مع خفض كبير في استخدام الكيماويات الضرورية للتشغيل بنظم تحلية مياه البحر التقليدية. ولقد تحقق هذا الإنجاز العلمي المتميز الذي يُعد الأول من نوعه في العالم في هذا المجال بفضل من الله تعالى ثم بالدعم الكبير والمتابعة المستمرة التي تحظى بها المؤسسة ومشاريعها وبرامجها من لدن ولاة الأمر في بلادنا وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، الأمر الذي مكن المؤسسة من القيام بدورها المناط بها من خلال تعضيد مصادر المياه في المملكة وتزويد العديد من المدن بالمياه المحلاة الصالحة للشرب. وجدير بالذكر أن التوصل إلى هذا الاكتشاف وما تمخض عنه من نتائج إيجابية لدليل على ما توليه المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة للأبحاث التطبيقية من أهمية خاصة حيث أنشأت معهداً لأبحاث تحلية المياه المالحة، وبدأ العمل به في عام 1407هـ ويحتوي على خمسة أقسام متخصصة في مجال التناضح العكسي، الحراريات، الكيمياء، التآكل والأحياء البحرية والبيئة ومختبرات تخصصية إضافة لعدد من المحطات التجريبية المتنوعة. وبمناسبة انعقاد المؤتمر الدولي الثامن للمياه وتوزيع جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز لأبحاث المياه والبيئة، فقد تبنى مجلس الجائزة في جلسته الأخيرة تخصيص جائزة مستقلة لأبحاث وتطوير نظم التحلية وتقنياتها في دورتها القادمة مما يدل على أهمية التحلية واعتبارها خياراً إستراتيجياً لحل مشاكل المياه التي تواجه العالم وستساهم تقنية أغشية النانو في خفض التكلفة وزيادة الإنتاج ورفع الكفاءة. كما سيلقي معالي محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة يوم الاثنين 6-11-1427هـ محاضرة عن أهمية تقنيات التحلية ودورها البنَّاء في الحصول على المياه الصالحة للشرب في مناطق العالم التي تواجه نقصاً حاداً في المياه، وذلك في المؤتمر المنوَّه عنه أعلاه، كما سيتحدث عن خيار المملكة في استخدام التحلية لتعويض النقص الحادث في المياه الجوفية ومستقبل المؤسسة وبرامج التخصيص ومشاريع المستقبل.
|
|
|
| |
|