يكثر الحديث عن الستر في المنتديات وعبر وسائل الإعلام، وازداد طرح هذا الموضوع لما تفشى ظهور بعض المنكرات الأخلاقية، إلا أن المؤسف في بعض الأطروحات أنها ترى الستر المطلق على جميع المنكرات وعلى كل الناس حتى ولو كان فاجراً عربيداً من أرباب السوابق أو من المفسدين في الأرض. يقول الإمام النووي رحمه الله: (المراد بالستر الستر على ذوي الهيئات ونحوهم ممن ليس معروفاً بالأذى والفساد، وأما المعروف بذلك فيستحب ألا تستر عليه إلى ولي الأمر، إن لم يخف من ذلك مفسدة، لأن الستر على هذا يطمعه في الإيذاء والفساد) أ.هـ. إن أولئك الذين يطالبون بستر جميع العصاة وعدم تأديبهم وإقامة الحدود فيهم إنما يريدون قصدوا أو لم يقصدوا أن تنتشر المنكرات في المجتمع لأن الله عز وجل يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن. أما الذي حجمت به نفسه الأمارة بالسوء وأخطأ ثم تاب وأناب فإنه يستحب الستر عليه حتى لا يستمرئ المنكر ويرى أن الحياء الذي يمنعه من فعل المنكر قد ذهب.. وقانا الله وإياكم شرور أنفسنا.
(*) الرياض
|