| |
نقاط فوق الحروف بلادنا والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عامر بن عبدالمحسن العامر (*)
|
|
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مبدأ إسلامي أصيل، لا تستقيم حياة المجتمع إلا باعتماده والأخذ به ولن تحقق الأمة خيريتها حتى يكون شعار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر رائدها ونبراسها (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ) وفي وقتنا الحاضر - وللأسف الشيد - كاد هذا المبدأ الأصيل، وهذه الولاية الدينية العظيمة أن تختفي من معظم المجتمعات الإسلامية باستثناء هذه البلاد الطاهرة، التي ارتبطت بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منذ تأسيسها فتم إنشاء جهاز خاص يعني بشؤون الحسبة ويطبقها عملياً، وفق تعاليم الشرع المطهر مع الحرص الدائم على التطوير والتجديد في الوسائل والأساليب في الجوانب الإدارية والميدانية وفق الإطار العام للمنهج الإسلامي وبذلك أصبحت هذه البلاد المباركة تمثل إنموذجاً فريداً في تطبيق ولاية الحسبة وتطويرها في العالم الإسلامي كله. ومن المهام الأساسية لهذا الجهاز المبارك الحرص على أن تظهر هذه البلاد بالمظهر الحسن المشرف اللائق بها بصفتها قلب العالم الإسلامي وقدوته ومحط أنظار المسلمين حيث شرف الله هذه الأرض الطاهرة بأن تكون منبع رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وشرفها كذلك بأن تكون محضناً للحرمين الشريفين ومهوىً لأفئدة المؤمنين من كل أصقاع المعمورة، ثم قامت في هذه البلاد دعوة التوحيد الصافية على يدي الأمامين الجليلين محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب، فأميتت البدعة وأُحيت السنة، وقامت شعائر الدين، ولا زال ولاة الأمور - وفقهم الله - يسيرون على النهج محكمين لشرع الله، حريصين على دعم هذه الرسالة العظيمة ومؤازرتها، ومن هذا المنطلق حرص جهاز الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على إبراز الصورة الحقيقية المشرفة لهذه البلاد مما يتناسب مع مكانتها الدينية والتأريخية، والوقوف بحزم ضد كل ما يخدش العقيدة الإسلامية الصحيحة فتمت طباعة العديد من الكتب والمطويات التي ترشد الناس إلى العقيدة الصحيحة والابتعاد عن كل مظاهر الإنحراف كالسحر والشعوذة وغيرها من الأفكار الوافدة والدخيلة التي لا تتوافق مع قيم المجتمع وثقافته الأصيلة، كما أقيمت عشرات المراكز التوجيهية التي تهدف إلى توعية الناس وإرشادهم وتبصيرهم بأمور دينهم وأوليت الصلاة أهمية كبيرة في عمل هذا الجهاز المبارك كونها أحد شعائر الإسلام الظاهرة وذلك بحث الناس على المسارعة إلى تلبية النداء، وإغلاق المحلات التجارية احتراماً لهذا الركن العظيم من أركان الإسلام، كما حرص هذا الجهاز المبارك على حماية الأخلاق والمحافظة على القيم الإسلامية والآداب العامة بالدعوة إلى الفضيلة وتربية النفوس على العفاف والطهر. ثم محارب كل الوسائل المؤدبة إلى الرذيلة من السفور والاختلاط وغيرها، حتى أصبحت هذه البلاد الطاهرة شامة تزين وجه العالم بفضل تطبيقها لشرع الله وأدائها لهذه الشعيرة العظيمة وإننا ننادي كل من شرفه الله تبارك وتعالى بالعيش على هذه الأرض وفي ظل هذه الدولة الكريمة، أن يدرك عظم المسؤولية الملقاة على عاتقه، فيكون قدوة صالحة ومرآة صادقة تعكس الوجه الناصع والمشرف لهذه البلاد، وننادي المجتمع بأسره أن يقف سداً منيعاً ضد كل من يحاول خدش هذه الصورة الجميلة بأي تصرف لا مسؤول أو عمل خارج عن الدين والآداب العامة، حتى تبقى صورة هذه البلاد مشرقة وضاءة تسعد كل مسلم على وجه الأرض بتطبيق شرع الله المطهر، وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
(*)المدير العام لفرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة عسير
|
|
|
| |
|