| |
الشيخ يوسف السويدان في حوار تنشره الرسالة: شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مهمة ومكانتها عظيمة
|
|
*حوار - عماد بن عبد الرحمن العتيبي(*): لا تخفى مكانة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأهميته في الحفاظ على أخلاقيات وسلوكيات أفراد هذا المجتمع، وكذلك لا يخفى دور الدعاة إلى الله في غرس هذه الشعيرة في المجتمع الذي يمثّل فيه إمام المسجد دوراً مهماً، وكذلك للمرأة المسلمة أيضاً دور مهم فيه. هذه القضايا وغيرها نتناولها في هذا الحوار الذي أجريناه مع فضيلة الشيخ الداعية يوسف السويدان المشرف العام على دار أم كلثوم النسائية لتحفيظ القرآن الكريم بالشفا التابعة للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالرياض وإمام وخطيب جامع النمر بحي الشفا بالرياض فإلى الحوار: سفينة النجاة * نريد منكم إلقاء الضوء على أهمية شعيرة الحسبة ومكانتها من الدين؟ - نعلم جميعاً أهمية شعيرة الحسبة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) ومكانتها ومنزلتها من ديننا العظيم وشريعتنا السمحة، وذلك من خلال نصوص الكتاب العزيز والسنَّة المطهرة، ومن الآيات الدالة على منزلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قوله تعالى: )كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ) الآية. ونعلم جميعاً أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سفينة النجاة للأمة متى قامت به خير قيام.. في هذا يقول نبينا الكريم - صلى الله عليه وسلم -: (مثل القائم في حدود والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على مَن فوقهم فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ مَن فوقنا فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم نجوا جميعاً). دور كبير * كيف ترون دور الدعاة في غرس شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المجتمع؟ - لا شك أن الدعاة إلى الله سبحانه وتعالى لهم دور كبير في غرس هذه الشعيرة العظيمة في نفوس المسلمين في مجتمعنا المسلم من خلال الوسائل المتعددة والمتاحة لهم ومنها: المحاضرات والندوات التي لا تخلو من الحديث عن أهمية ومنزلة هذه الشعيرة العظيمة، وأن القيام بها سبب النجاة من الشرور والآثام والعقوبات والمصائب العاجلة والآجلة والدروس العلمية يركز فيها الدعاة إلى الله على غرس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خلال الدروس ونشر الكتب والنشرات والمطويات والأشرطة الإسلامية التي يلقيها الدعاة إلى الله سبحانه وتعالى، ويكون محتوى بعضها ما يتعلق بهذه الشعيرة العظيمة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) وبهذا ينتشر مفهوم هذه الشعيرة العظيمة. قيام بعض الدعاة بغرس هذه الشعيرة العظيمة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) من خلال القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فعلاً في نصح فاعل المنكر وهداية الناس إلى الخير بالقدوة ودعوة الناس إلى فعل المأمورات من حث الناس على الصلاة في المساجد وغيرها. أمن المجتمع * في تصوركم ما مدى إسهام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أمن المجتمع والمحافظة على أخلاقه؟ - أسهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أمن المجتمع والمحافظة على أخلاقه، وهذا أمر واضح لكل من يعرف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حق المعرفة فإن أمن المجتمع يكون ببناء أهله على التوحيد الخالص من الشرك والبدعة والهوى والمنهج السوي، والآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر يدعون الناس إلى توحيد الله تعالى ونبذ الشرك وأهله، وكل ما يخالف هذا الأصل العظيم. إمام المسجد * احتساب إمام المسجد في حيّه يراه بعضهم قد ضعف هذه الأيام ما رأيكم في ذلك، وما الأسباب وما توجيهكم في سبيل علاجه؟ - لا شك أن احتساب إمام المسجد في حيّه قد ضعف في هذه الأيام، وهذا في الحقيقة إنذار خطر على المجتمع، ولأن إمام المسجد من مسؤولياته التي كلّف بها من ربه سبحانه أداء الأمانة والقيام بالواجب في قوله سبحانه: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا)، فجماعة المسجد وأهل الحي هم مصلون خلف الإمام، فالواجب عليه القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعلم وبصيرة وحكمة ودراية وفهم وإدراك ومعرفة المفاسد والمصالح، وفي نظري ضعف الإمام للقيام بالحسبة سببه عدة أمور: 1 - بعض الأئمة لديه تصور خاطئ عن الحسبة، وهو أن أمر الحسبة خاص بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعليه الإمامة والصلاة فقط إذا دعا الأمر يمكن الاتصال بالهيئة. 2 - ضعف فهم الدور لدى بعض أئمة المساجد وقلة الفهم والإدراك للمسؤولية الملقاة على عاتقهم تجاه حيّه الذي هو جزء من المجتمع. 3 - الخوف والخجل من مواجهة أهل الحي في أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر. 4 - كثير من أئمة المساجد لا يرتب زيارات لأهل الحي وبخاصة المقصرون في الصلاة جماعة في المسجد وحثهم على الصلاة والاحتساب في ذلك. 5 - بعض أئمة المساجد مشغول بما يراه مهما عما هو أهم وهم جماعة المسجد وأهل الحي. 6 - بعض أئمة المساجد فشل في مرة أو مرتين في طريقة الاحتساب على أمر ما فترك الاحتساب. 7 - قلة القراءة والبحث والاطلاع في كتب أهل العلم والعلماء في الاحتساب وما فيه من الأجر والفضل والثواب في الدنيا والآخرة. * مع الثورة الاتصالية والمعلوماتية، ظهرت شبكة الإنترنت كوسيلة مهمة للمعرفة والتخاطب كيف يستفيد الدعاة منها؟ - شبكة الإنترنت وسيلة مهمة للمعرفة والتخاطب ولقد استفاد منها الدعاة إلى الله، من ذلك استقاء المعلومات المفيدة منها ونشرها، وكذلك إنشاء المواقع المباركة التي تدعو إلى العلم الشرعي الصحيح وتزويد المواقع بالمعلومات الشرعية وطرح المواضيع الهادفة في الإنترنت. ضعف الإيمان * ما أثر بعد العلماء والدعاة الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر عن واقع الناس، ما سلبياته؟ - سلبياته كثيرة ومنها: 1 - كثرة المنكرات والمعاصي في واقع الناس. 2 - الجهل بأحكام الشريعة. 3 - ضعف الإيمان الذي هو السبب الأول لشيوع المنكر وغياب المعروف. 4 - المجاهرة بالذنوب والمعاصي. 5 - قلة الخوف من الله والحياء من الناس. 6 - انتشار الشرك والبدع والضلالات. إخلاص العمل * ما هي الصفات اللازم توافرها في المحتسب ليحقق رسالته ويؤدي واجبه؟ - الصفات اللازم توفرها في المحتسب لتحقيق رسالته ويؤدي واجبه. الصفة الأولى: إخلاص العمل لله تعالى. الصفة الثانية: أن يكون عالماً ورعاً، أي يكون عالماً فيما يأمر به وينهى عنه فلا يأمر إلا بما أمر به الشارع، ولا ينهى إلا عما نهى عنه الشارع. الصفة الثالثة: الرفق والحلم والعفو لأنه الطريق الأمثل الذي سلكه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام هو الدعوة إلى الله تعالى. الصفة الرابعة: التريث والتثبت وعدم الاستعجال والصبر، وأن يكون حسن الخلق. دور كبير * ما هو دور المجتمع في الحد من المنكرات التي انتشرت من خلال البضائع؟ - لا ريب أن المجتمع له دور كبير في الحد من المنكرات التي انتشرت من خلال البضائع المشتراة التي قدمت إلينا من جميع بلدان العالم فنأخذ الحلال المباح، وندع المحرم والمشتبه فيه، ويتضح ذلك فيما يلي: عدم شراء البضائع المشتملة على الصور المحرمة أو التي تعمل بالموسيقى وعدم التعاون مع كل من يبيع أو يصوّر أو يساهم أو يشارك في البضائع المشتملة على ما حرم الله ورسوله كبيع آلات اللهو والموسيقى. نبذ المجتمع الاسلامي كل ما حرم الله ورسوله من المسكرات والمخدرات وغيرها من المحرمات. تقوى الله * ما الرسالة التي توجهونها للفتاة المسلمة؟ - الخير في أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى قيام الساعة لذا يجب على جميع المسلمين والمسلمات والفتاة المسلمة خاصة أن نذكرها بأمور، والذكرى تنفع المؤمنين والمؤمنات. أولاً: احرصي على تقوى الله سبحانه وتعالى ومراقبته في السر والعلن وأكثري من دعاء الله دائماً. ثانياً: يجب على الأخت المسلمة أن تلتزم شرع ربها قولاً وعملاً وخاصة فيما يتعلق بعفافها وحشمتها وحجابها، فإنه فلاح في الدنيا ونجاح في الآخرة إياك واحذري المعاصي فإنها فساد للقلوب والأبدان. ثالثاً: أكثري يا أختاه من تلاوة كتاب ربك واعملي به والتحقي بدور تحفيظ القرآن الكريم النسائية المسائية المنتشرة في بلادنا - ولله الحمد - منها الخير والنفع والفلاح وتلاوة كتاب الله ومصاحبة الصالحات والاستفادة من النشاطات المقامة في الدور وتقديم ما لديك من إبداعات والمهارات المليئة بالمخاطر والمصاعب. رابعاً: ابحثي عن الأخوات الصالحات المصلحات اللاتي يكن عوناً لك في هذه الحياة. خامساً: احرصي على طلب العلم الشرعي من مصادره وقومي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعلم وبصيرة. سادساً: ليكن قدوتك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وزوجاته أمهات المؤمنين وغيرهن من الصالحات في كل زمان ومكان. سابعاً: يجب أن تدركي أن الفتاة المسلمة قد شنّ عليها حرب ضروس قديماً وحديثاً من الشيطان وأعوانه ومن أهل الشبهات والشهوات ومن كل من يريد لك الضياع والفساد والخراب والدمار في دينك وعرضك وشرفك وعفافك فكوني على حذر وحيطة، وأدركي وافهمي واعرفي كل الأساليب والطرق التي تصدك عن هذا الدين العظيم والشرع الحكيم. * كيف نحقق محبة الرسول صلى الله عليه وسلم؟ - نستطيع تحقيق محبة رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - بأمور كثيرة حثنا عليها كتاب ربنا سبحانه وتعالى وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. أولاً: من علامات محبة ربنا سبحانه وتعالى متابعة رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - قولاً وعملاً يقول الله تعالى: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) ثانياً: بأن نحبه أكثر من أنفسنا وأهلينا وأموالنا ونحتسب ذلك عند الله فإن محبته من الإيمان. ثالثاً: نحقق محبته بأن ننصره بكل ما نملك ونفديه بكل شيء، بل ننصر سنته بالذب عنها وحمايتها من كل ما يدنسها من أهل الضلال والفساد، ولقد رأينا وسمعنا وشاهد العالم كله تلك الجريمة العظيمة في حق رسولنا وقدوتنا من الاستهزاء به والسخرية بمقامه الكريم، ولا شك أن هذا يدل على شدة العداوة والبغضاء التي يكنها القوم لرسول الإسلام. * لماذا يكره بعضهم الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر؟ - لأنهم يأمرونهم بما فيه الخير والفلاح وينهون عن الشر، ولأن كثيراً من الناس لا يرغب، ولا يحب أن يرده أحد عن شهواته ورغباته ولو كانت فيها معصية له ولغيره، ولأن الجنة حفت بالمكاره والنار حفت بالشهوات، فالأمر يحتاج إلى صبر ومصابرة وقوة وعزيمة. * هل من كلمة في نهاية اللقاء تودون توجيهها؟ - أقول - وبالله التوفيق والسداد - أولاً أشكر إدارة العلاقات العامة والإعلام بهذا الجهاز المبارك (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) على تهيئة هذا اللقاء. ثانياً: إنني أدعو الله سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته أن يحفظ علينا ديننا وأمننا وولاة أمرنا وعلماءنا ودعاتنا، وهذا الجهاز المبارك هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من كل من أراد بنا سوءاً أو مكروهاً. ثالثاً: كلمة حق وإنصاف وعدل في هذا الجهاز المبارك أنهم يحافظون على أمننا وديننا وأعراضنا في رد تلك المنكرات والمعاصي التي نسمع بها ولا نشاهدها، وبهم بإذن الله تكون النجاة لقيامهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهم صمام الأمان، ويقودون سفينة النجاة إلى بر الأمان فجزاهم الله عنا خير الجزاء وأعظمه.
* إدارة العلاقات العامة والإعلام بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
|
|
|
| |
|