| |
الإشاعات شاكر بن أحمد إمام(*)
|
|
تأمّل أخي الحبيب في هذه القصة التي في الصحيح: (عن زيد بن أرقم قال كنت في غزاة فسمعت عبد الله بن أبي يقول لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله، ولئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فذكرت ذلك لعمي أو لعمر، فذكره للنبي صلى الله عليه وسلم فدعاني فحدّثته، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبد الله بن أبي وأصحابه فحلفوا ما قالوا، فكذّبني رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدّقه، فأصابني همٌّ لم يصبني مثله قط، فجلست في البيت فقال لي عمي ما أردت إلى أن كذبك رسول الله صلى الله عليه وسلم ومقتك، فأنزل الله تعالى إذا جاءت المنافقون فبعث إليَّ النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ فقال إنّ الله قد صدقك يا زيد). فانظر أخي المسلم إلى موقف النبي صلى الله عليه وسلم عندما أخبره الصبي بالخبر لم يستعجل، كما أنّه لم يكذبه مباشرة، وإنّما استمع إلى الطرف الثاني، وعندما نفى عبد الله بن أبي وهو منافق معروف بالنفاق، مع ذلك قبِل قوله ولم يرتب على قول زيد شيئاً إلى أن نزل الوحي. فأين نحن من مثل هذا الأدب العظيم، حيث يأتي إلينا رجل بوشاية فنتعجّل بتصديقه ولم نتثبّت والله عز وجلّ أمرنا بالتثبُّت فقال:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} ولا نستعجل حتى لو نقل لنا صديق كلاماً عن عدوٍّ فلا نستعجل مع ذلك حتى نتثبّت، فكيف إذا نقل الكلام رجل كاذب، وقد نقول حدثنا الثقة فكيف الثقة يغتاب، وكيف ينقل مثل هذا الكلام، فلو أنّ كلّ واحد منا تثبّت في الكلام الذي يصل إليه، فإنّه لن يندم على كثير من ردود الفعل المستعجلة .. نسأل الله أن يجنِّبنا أهل السوء.
(*) تبوك
|
|
|
| |
|