| |
في رحاب القرآن الكريم معالي الدكتور سعد بن ناصر الشثري(*)
|
|
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد: نحمد الله تعالى أن جعلنا في بلد التوحيد والعقيدة، ونحمده كذلك أن هيأ لهذه البلاد قيادة متمسكة بالكتاب والسنة تدعو إلى التمسك بهما منذ تأسيس هذه البلاد على يد المؤسس الملك عبدالعزيز- يرحمه الله- وأبنائه من بعده إلى هذا العهد المبارك عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -وفقه الله- حيث تبذل الجهود والأموال لرفعة شأن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ولذلك ومن هذا المنطلق اهتمت حكومته- وفقها الله- بالقرآن فأقامت دور التحفيظ للذكور والإناث، وأقامت الحلق في المساجد في جميع أنحاء المملكة وأقبل عليها الصغير والكبير، وأقامت المسابقات المحلية لحفظ كتاب الله ثم المسابقات الدولية التي يأتي إليها المتسابقون من جميع أنحاء العالم ولا غرابة في ذلك فحفظة كتاب الله الكريم هم أهل الله وخاصته كما وصفهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأنهم خير الأمة كما جاء في الحديث (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) وقد رفع مكانتهم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال: (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة)، ولا شك أن القرآن الكريم هو أفضل الكتب المنزلة من عند الله سبحانه وتعالى، وقد أنزل على أفضل الرسل وهو نبينا محمد- صلى الله عليه وسلم- وقد تكفل الله بحفظه إلى قيام الساعة قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}. والقرآن يدعو إلى كل خير وكل فضيلة فهو المنجي من الضلال والمبشر بالجنات لمن تمسك به وعمل بما فيه قال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}. وقال تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}. وقال تعالى: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء}. وقال تعالى: {الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}. ولذا أثنى الله على حفظته في قوله: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ}. وأمر تعالى بتفهمه والعمل به قال تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}. وإني بهذه المناسبة أوجه رسالة إلى إخواني المتسابقين فأوصيهم بتقوى الله سبحانه وتعالى واحتساب الأجر والثواب من الله في المشاركة في هذه المسابقة مع الإقبال على كتاب الله حفظاً وتجويداً و تفسيراً، والعمل بما جاء به والتأدب بآدابه والتخلق بأخلاقه والإخلاص في العمل وانتهاج مسلك الوسط والاعتدال في السلوك، وجميع الأعمال ومن كان خلقه القرآن فقد حاز السبق قالت أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها- عندما سئلت عن خلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قالت كان خلقه القرآن. ومن هنا وصفه ربه بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}. وأوصي إخواني بمتابعة الحفظ والتكرار فهو يتفلت كما تتفلت الإبل من عُقلها. جعلني الله وإياكم ممن حفظ كتاب الله و عمل به إنه جواد كريم.. وصلى الله على نبينا محمد.
عضو هيئة كبار العلماء
|
|
|
| |
|