| |
أضواء قوس الهيمنة الطائفية...!! جاسر عبدالعزيز الجاسر
|
|
المعادلة التي كانت تحافظ عليها دول الجوار المعروفة بتدخلها في شأن العراقي حسب تأكيدات كبار المسؤولين العراقيين بدءاً من جلال طالباني مروراً بنوري المالكي اللذين حددا بالاسم سوريا وإيران، هذه المعادلة هي (استمرار المقاومة العراقية للاحتلال الأمريكي دون انتصار، واستمرار الاحتلال الأمريكي في العراق دون هزيمة). هذه المعادلة التي يعمل على ابقائها والحفاظ عليها المستفيدون من الوضع الحالي في العراق، ولهذا فقد وزعت الأدوار لضمان استمرار الوضع على ما هو عليه، فسورية وحتى إيران يقدمان دعماً محدوداً للمقاومة العراقية، وهدف هذا الدعم إبقاء جذوة المقاومة العراقية متقدة، وقد أشارت الحكومة العراقية وبعض من وزرائها ورئيس الجمهورية إلى دعم سورية للمقاومة العراقية ليس فقط في تسهيل بقاء بعض من قادة المقاومة ومرور المقاتلين العرب، بل أيضاً في توفير الدعم اللوجستي، أما إيران فعلى الرغم من التناقض الطائفي بين الفكر والنهج الاستراتيجي للقيادات الإيرانية والأحزاب الشيعية العراقية المرتبطة بها وبين الفكر والنهج الاستراتيجي لقيادات المقاومة العراقية ومقاتليها وأنصارها، إلا أن إيران فتحت قناة مع المقاومة العراقية استطاعت من خلالها إيصال أسلحة ومعلومات وتسهيل عبور مقاتلين وخصوصاً من تنظيم القاعدة انخرطوا في صفوف المقاومة قادمين من أفغانستان عبر إيران. هذا الدعم المزدوج للمقاومة العراقية يتوافق استراتيجياً مع الخط الإيراني والسوري فكل الأطراف الثلاثة تواجه أمريكا سواء في العراق أوفي المنطقة، إلا أن الأهداف الاستراتيجية البعيدة لإيران في العراق وحتى الحكومة السورية لا تريد أن تحقق المقاومة العراقية الوطنية السنية الانتصار على القوات الأمريكية المحتلة، ولذلك فإن الأحزاب الشيعية العراقية التي تسيطر على الحكومة العراقية وعبر ميليشياتها المتوحشة تخوض حرباً معلنة ضد أهل السنة الذين هم وعاء وأنصار ومقاتلو المقاومة الوطنية، فيما يحرض الوزراء الشيعة حلفاءهم الأمريكيين لمقاتلة المقاومة وتدمير مدن السنة كما حصل ويحصل بين الحين والآخر في مدن الأنبار وخصوصاً الفلوجة والرمادي وهيت وفي محافظات ديالى والموصل وتكريت. هدف هذه الأعمال المتناقضة تحقيق معادلة إبقاء الوضع في العراق على حالة مع جر الأطراف المتقاتلة لتحقيق أجواء مناسبة لتنفيذ المخطط الاستراتيجي البعيد لجعل إيران القوة الإقليمية الكبرى بعد إحكام السيطرة على العراق من خلال إضعاف السنة بجعلهم في مواجهة قوات الاحتلال الأمريكي ولوحدهم مع التدخل عن طريق الميليشيات لإجبارهم على الهجرة من المدن التي يراد السيطرة عليها كبغداد.هذه الاستراتيجية والمعادلة يجري تنفيذها مع تعديلات بسيطة في لبنان، فالمحطة القادمة بعد العراق هي لبنان حتى يصبح في مقدور معسكر المشروع الإيراني مدّ مسرح مواجهاتهم لأمريكا من إيران إلى لبنان مروراً بالعراق وسوريا. ولهذا فقد بدأت خطوات تنفيذ معادلة استمرار المواجهة مع أمريكا عبر إسرائيل دون حسمها لضمان استمرار التوتر الذي من خلاله يتم تنمية الأنصار وتوسيع دائرة التحالف.
jaser@al-jazirah.com.sa |
|
|
| |
|