| |
قدمت .. فرحلت .. فنلت يا أبا إبراهيم إبراهيم بن محمد العمار/ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
|
|
انتقل إلى لقاء ربه في شوال 1427هـ الشيخ سيف بن إبراهيم السيف بعد معاناة مع المرض، وبعد أن قدّم للجميع المثال الرائع للإنسان الملتزم بمبادئه الإسلامية والأخلاقية ودماثة الخلق، فمن يعرفه عن قرب ويتعايش معه، يدرك نشاطه وجدِّيته وحرصه على الأعمال التوعوية والخيرية في المجتمع، غير منتظر الشكر من أحد سواء كان ذا منصب أو جاه، ورغم انشغاله الكثير بعمله بالمنطقة الشرقية كمدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمنطقة الشرقية سابقاً، إلاّ أنّه كان يحن كلما أتاحت له الظروف إلى مسقط رأسه وحبه الأول القرائن، فعمل بها من دون إعلام وبذل الخير وأعطى السعادة بدون لفت الأنظار إليه، وسعى في طلب العلم فتفوّق في الشريعة وسعى للعمل فأجاد فوصل إلى مرتبة جيدة به رغم عمله خارج القرائن وارتباطه بمكان عمله، ولكن لا ينسى مهبط رأسه فكانت وصيته الوحيدة ألاّ يدفن خارجها وأن يوارى جثمانه في قريته وحبه القرائن. كان يكره أن يقال عمل أبو إبراهيم، ولكن للحق وللتاريخ لا بدّ أن يذكر ويشكر وإن لم نذكر فستحكي عنه مساعيه الخيِّرة وبذله الخير المادي والمعنوي في ترميم المدارس والمساجد والمستوصف والبلدة القديمة ماذا فعل أبو إبراهيم ستتكلم أعماله رغم رفضه الحديث عن ذلك، ستذكره بالخير والامتنان، وسيذكره أهله وأصدقاؤه ورفاق الدراسة بكلِّ خير سيذكرون فضائله على الجميع في السر. عانى أبو إبراهيم من المرض، وكان يواجهه بعزيمة قوية ويرفض الاستسلام له، ولكن المرض قوي تمكن منه فلفظت أنفاسه الأخيرة خارج وطنه .. ستظل القرائن وأهلها في حزن على فراقك يا أبا إبراهيم حزن الأخ لأخيه، والحزن على الأب الحنون العطوف، والحزن على رجل البر والحب، رحل مرجع القرائن، المولع بتراثها، وللحق فسوف نفتقد التاريخ فيه وحبه لتراث القرائن. تغمّد الله أبا إبراهيم بواسع رحمته، وجعل الجنة مثواه، وألهم أهله وعائلته وصحبه حسن العزاء والصبر الجميل .. اللهم آمين.
|
|
|
| |
|