| |
في ذكرى الوعد الباطل ... حتى وإن لجؤوا للمساجد! حسين أبو السباع/ كاتب وصحافي مصري
|
|
وزارة الخارجية البريطانية 2 من نوفمبر 1917م (يسرني جدا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة صاحب الجلالة التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته: إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يكون مفهوما بشكل واضح أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى. وسأكون ممتنا إذا ما أحطتم اتحاد الهيئات الصهيونية علما بهذا التصريح). المخلص آرثر بلفور بعد اتفاقية سايكس بيكو عام 1916م التي قسمت البلاد العربية والإسلامية عمدت بريطانيا إلى بسط نفوذها على جزء مهم من هذه البلاد وسعت في نفس الوقت إلى تلبية رغبة حليم وايزمن والصهيونية العالمية بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين والتي اتخذت شكل تصريح والذي عرف باسم (وعد بلفور). ومنذ أن وعد من لا يملك من لا يستحق، وكل التسهيلات والتغطيات المباشرة وغير المباشرة من دعم عسكري ومعنوي للصهيونية داخل أراضي فلسطين، وإلى اليوم وأعمال القتل والترويع والإرهاب لم تهدأ يوما، ولم تنته المفاوضات والمفاضلات والتسويات التي يسعى إليها الشعب الفلسطيني من دون أية جدوى أو نتيجة. في ذكرى وعد بلفور يصر الصهيونيون على إعطائنا درسا قاسيا في سياسة الحرب معها والتي لا تنطوي إلا على الظلم والإجحاف من الطرف الأقوى الذي يقتل ويذبح من دون رادع.. ولتصرخ النسوة في الطرقات: أين أنتم يا عرب؟ مثلما قالت المرأة في الماضي وامعتصماه.. والبون شاسع! ضربت المرأة الفلسطينية خلال الأيام الأخيرة أعظم نموذج في ملحمة تدون في صفحات التاريخ بخروجها لحماية بعض عناصر المقاومة الذين احتموا بمسجد، لكن آلة القتل العشوائي الإسرائيلية لم ترحم لا النساء ولا المقاومة ولا حتى الأطفال، ويصرح نائب وزير الدفاع الإسرائيلي بأن (سياستنا مع الفلسطينيين تختلف اليوم لكي يعلموا أنهم في غير مأمن حتى وإن لجؤوا إلى المساجد). لم تعد المقدسات الإسلامية تعني لإسرائيل شيئا، ولم تعد المرأة ولا الطفل بعيدين عن القصف الإرهابي الذي صنعته إسرائيل، وكلنا يذكر محمد الدرة وإيمان حجو وغيرهما الكثيرون. في ذكرى وعد بلفور، يذكرنا الإسرائيليون بأن الوعد قائم ليس فقط من وزير الخارجية البريطانية في الماضي بل زاد الدعم الأمريكي ولا يزال في تزايد، مما جعل الرئيس محمود عباس أبو مازن يتصل هاتفيا بجورج دبليو بوش طالبا منه التدخل لوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني من دون تفريق بين شيخ ولا امرأة ولا طفل ولا مقاوم. قصفت إسرائيل المسجد باعتبار أن داخله ومن يحتمون به هم من عناصر المقاومة.. أين أنتم يا عرب؟ قالتها امرأة من النساء الذين أطلقت عليهم إسرائيل النار بكثافة مما أسفر عن سقوط شهيدات منهن، ودفعن دماءهن طمعا في تسجيل دور مقاومة المرأة الفلسطينية، فهل سمعنا النداء؟ أم لا نزال نصر على أن نعمي أبصارنا، ونسد أنوفنا، وآذاننا، ونلغي جميع حواسنا تجاه جرائم إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المغتصبة.
aboelseba2@yahoo.com |
|
|
| |
|