| |
المنشود قلم المرور الجاف!! رقية سليمان الهويريني
|
|
في يوم الأربعاء 20 من ذي الحجة عام 1392هـ كتب الأستاذ عبد العزيز السويلم في جريدة الجزيرة العدد (503) مقالاً بعنوان (الخطر منهم وعليهم) حيث قال: (هذه هي المرة الثانية التي أتحدث فيها تحت هذا العنوان وعن نفس الموضوع لأنني لم أجد أي أثر أو تأثير، ولم أر تلك الجماعة من الشباب الصغار تترك أو ترغم على ترك الأماكن التي اتخذتها مقراً لها تزاول فيها مهنة البيع والتلويح بمناديل الكلينكس والفاين!! بل إنهم أخذوا يتمركزون ويتنقلون ملوحين ببضاعتهم التي يبيعونها ليل نهار!! هؤلاء الجماعة من الناس بدأوا يبيعون مناديلهم في الأماكن الضيقة والحساسة من مفارق الطرق الرئيسة كملتقى شارع السويلم بشارع الإمام تركي، وفي شارع الخزان وشارع العطائف، والصناعية، وأمام وزارة التجارة، وفي أماكن كثيرة مشابهة لأنهم يغتنمون فرصة إضاءة الاشارة الحمراء ووقوف السيارات في طوابير بعضها خلف بعض، فيسارع أولئك الشباب في الهجوم على كل سيارة يلوحون بمناديلهم، ولا يكتفون بمجرد العرض وطلب الشراء بل يتوسلون ويلحون في الرجاء بأن تشتري منهم علبة مناديل. ويناشد الكاتب ويرجو ويطالب بحسرة ويقول: (أرجو مخلصاً أن يعمل قلم المرور من جانبه وبشكل عاجل على منع أولئك قبل أن يقع ما لا تحمد عقباه بل إنه يكرر متفائلاً: (نريد حركة وعملاً ايجابياً يا قلم المرور (يقصد إدارة المرور حالياً) ونريد منع الشباب من بيع المناديل عند مفترق الطرق!! ويعود لبث الحماس في نفس رجل المرور فيقول: (لأنك وحدك المسؤول عن تنظيم حركة السير وإبعاد ما يشكل خطراً على أصحاب السيارات والمشاة وتهمك - قبل غيرك - سلامة وأرواح المواطنين من أن تتعرض للخطر)!! أما تعليقي فلا يعدو عن عبارات ساخرة بقلم المرور ودفاتره وسجلاته بل وسياكله ودراجاته النارية وسياراته: (الله المستعان قبل خمس وثلاثين سنة) وبيع المناديل يتم أمام إشارات المرور أيام شباب شارع السويلم وعنفوان شارع العطايف وأوج وذروة شارع الخزان! يا أستاذ عبد العزيز قلت: (وبشكل عاجل يا قلم المرور!!) أما أنا فأقول: وش هالتفاؤل؟؟ قلم المرور صاح جافاً على الرغم من التبديل الدائم لأحباره وألوانه وأشكاله، ولم يتغير فيه شيء!! الذي تغير ماركة المناديل وزاد عليها بيع قوارير الماء، حين أحجم الناس عن وضع برادات سبيل في الشوارع!! وأخشى ما أخشاه أن تكون إشارات المرور على وضعها الحالي وما يعتريها من عطل وما يحصل حولها من حوادث وتوقف لحركة المركبات وعدم تجاوب المرور بالسرعة المطلوبة مع تلك الحوادث، دافعاً للباعة لجلب أنواع أخرى من البضائع، عدا عن البيع الرديء، وهو نوع من التسول الممقوت حيث تباع فيه الكرامة، وتهدر فيه عزة النفس وتعتاد على مد اليد في بلد أغلى ما يملك فيه أفراده الأنفة وعزة النفس والكرامة!! لقد عدت لمقالاتي ووجدت أن معظمها مناشدة وطلب ورجاء وتوسل للمسؤولين (وهم القادرون) بغرض تحسين أوضاع بلادنا الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والصحية وأمور القضاء والكهرباء والاتصالات والطرق والعنف ضد المرأة والطفل!! فتساءلت متألمة: إذا عجز المسؤولون على مدى (خمس وثلاثين سنة) عن منع بيع المناديل عند اشارات المرور من باب التسول المقنّع فما جدوى الكتابة بجهد وحماس؟ وما نفع الحبر والمطابع وما فائدة توزيع الصحف والجرائد عبر أساطيل السيارات كل صباح؟! أليست الصحف بمعناها الحضاري هي عين المواطن ولسانه المعبر، ووسيلة لنقل معاناته للمسؤول؟ فضلاً عن كونها إحدى الطرق التي يكتشف بها صانعو القرار وأصحاب النفوذ من الوزراء والمديرين وصول خدماتهم لمستحقيها بشفافية؟! أوليس لهؤلاء المسؤولين اشتراكات مجانية في جميع الصحف المحلية شعوراً من الدولة بأهمية الصحافة لكونها منبراً حضارياً للمواطنين ومعبراً عن رأيهم بالخدمات المقدمة لهم؟؟! وحين قرأت الاسبوع الماضي هذه المقالة للأستاذ السويلم في صفحة (زمان الجزيرة) تساءلت: ترى كم من قلم جاف في وزاراتنا وإداراتنا الحكومية؟! أجمل ما قرأت: وكنت متى أرسلت طرفك رائداً لقلبك يوماً أتعبتك المناظر رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه ولا عن بعضه أنت صابر
ص.ب 260564 الرياض 11342
rogaia143@hotmail.com |
|
|
| |
|