| |
يا رجال المرور.. التفاتة إلى طريف
|
|
استوقفني في جريدة الجزيرة الغراء الخبر المنشور في العدد 12451 بصفحة محليات تحت عنوان (كاميرات لضبط المخالفين مرورياً في القريات)، وقبل أن أخوض في ثنايا هذا الموضع دعوني في البداية أسطر كلمات ثناء وتقدير لإدارة المرور في محافظة القريات التي نقلت هذا القطاع المهم نقلة نوعية مهمة ساهمت في خفض المشاكل المرورية والحد من تصرفات المتهورين في الطرقات.. وهذه الكاميرات التي سيتم تركيبها خلال الأيام القادمة ستكون جزءاً من هذه الأعمال التي ستصب أولاً وأخيراً في مصلحة المواطن والمقيم وتحافظ على أرواحهم وممتلكاتهم من تهور المراهقين والطائشين. الدوريات الأمنية في القريات تقوم على عملها على أكمل وجه؛ وذلك لوجود متابعة مستمرة من لدن مدير المرور هناك ومن منسوبي الإدارة من ضباط وأفراد؛ ما ساهم في التفاني في أداء العمل وزيادة الإنتاجية في الميدان، وفي كل مرة أقوم فيها بزيارة لهذه المحافظة التي تبعد عن محافظة طريف 150كم أجد أننا في طريف تزايدت لدينا في الآونة الأخيرة وبشكل ملحوظ جدا أعداد قائدي السيارات من صغار السن والمراهقين، بل إن بعضهم لم يتجاوز عمره الثانية عشرة، وهؤلاء لا يحتاج مثلي إلى أن أسوق الشواهد عنهم في هذا الموضوع؛ فزيارة واحدة للحي الشرقي لساعات معدودة وتحديدا في شارع عشرين تكفي لأن تثبت صحة هذا الكلام.. نعم لقد أصبحت أعداد الصغار الذين يمتطون السيارات أكثر نسبة من مجموع قائدي السيارات الكبار بعد أن أصبح كل أب وللأسف الشديد يرمي بالمفتاح لابنه دون متابعة أو اهتمام إلى درجة أن بعض هؤلاء الصغار ترك ركوب الدراجات (السياكل) واستعاض عنها بقيادة السيارة فهي في هذه الأيام وعلى ما يبدو أصبحت شيئا يسيرا في ظل تهاون الكثير من الأسر بأبنائها ولضعف التطبيق الفعلي للنظام في المحافظة بدليل أن سيارة شرطة تقف عند الإشارة وحولها تقف سيارتان وثلاث من الصغار والمراهقين وبالكاد تشاهد رؤوس قائديها لصغر سنهم، ففي خلال هذه السنوات الأخيرة أصبحت حوادث المرور تسجل غالبيتها لصغار السن، وهذه احصائية موجودة لدى قسم الحوادث بشرطة طريف، كما ازدادت مظاهر التفحيط في الطرقات إلى درجة أن البعض ورغم أجواء طريف المعروفة في الصيف بالرائعة إلا أن أهلها هجروا الجلوس في فناء المنزل أو النوم فيه والاستمتاع بالهواء الطبيعي البارد وذلك بسبب إزعاج هؤلاء الصغار لهم بصرير أصوات إطارات سياراتهم، بل إنه في شهر رمضان المبارك الماضي تسبب بعض منهم في اصطدام سيارات مواطنين وهي متوقفة إلى جانب منازلهم حتى أن أحدهم تسبب في اصطدام ثلاث سيارات دفعة واحدة في شارع عشرين ليلاً. هذا الانتشار للصغار والمتهورين السيئ وما ينتج عنه من تهديد لأرواح المواطنين والمقيمين قد يكون أسبابه المعروفة كالتالي: 1- عدم فصل إدارة المرور عن الشرطة حتى هذه اللحظة وذلك على الرغم من فصل بقية إدارات المرور في نفس المنطقة في عرعر ورفحاء؛ ما أدى إلى زيادة الحمل على دوريات الشرطة التي تاهت بين توفير الشق الأمني في المحافظة والشق المروري، وذلك في إطار قلة أعداد الدوريات التي ازدادت فيها المحافظة اتساعا عمرانيا وزيادة سكانية، وأصبحت أعداد الدوريات الحالية لا تتناسب مع متطلبات هذا الزمن؛ ما ساهم في تشتيت العمل الميداني وضعف الدور المطلوب للحد من أعداد المتهورين؛ الأمر الذي أدى وللأسف إلى إغلاق عدد من الفتحات بالشوارع الرئيسية بصبيات خرسانية وتكثيف عدد المطبات الصناعية لعلاج هذا الأمر وهذه للأسف مناظر غير حضارية. 2- البعد عن الاستفادة من التقنيات المرورية التي طبقت في عدد كبير من المحافظات مثل الإشارات المرورية الرقمية التي تحدد الزمن الفعلي لوقت الوقوف ووقت الانطلاق، وكذلك الاستفادة من الكاميرات التي تضبط قاطعي الإشارات والمتهورين ومتجاوزي السرعة القانونية والمرور السري الذي طبق مؤخراً في عدد من المدن وأثبت فعاليته في ضبط النظام. 3- كثرة قطع الإشارة المرورية للطريق الدولي وما سببته من كثير من الحوادث الأليمة، وقد سجلت خلال فصل الصيف أكثر من عشرة حوادث نتيجة هذا القطع كان غالبيتها من المسافرين براً عبر طريق الشمال الدولي مروراً بمحافظة طريف ومن المراهقين الذين لا تستوقفهم هذه الإشارات رغم خطورتها حتى أن سائقي الشاحنات الترانزيت يمرون فيه بسرعة كبيرة دون مراعاة للإشارة الضوئية مهددين أرواح قائدي السيارات الأخرى للخطر، وذلك بسبب عدم متابعتها من قبل دورية متوقفة لهذا الغرض أو رجل مرور يفترض وجوده بشكل يومي في هذا التقاطع الخطر أو تزويده بكاميرات مراقبة مثلما يحدث في بقية المدن.. وفي تصوري لو زود ليوم واحد بكاميرا واحدة لشاهدنا العجب في أعداد مخالفي المرور. 4- انتشار المطبات الصناعية ساهم في الحد من تهور الكثيرين من الصغار والمراهقين ولكنه وللأسف الشديد انتشر في المحافظة وبشكل رهيب؛ ما جعله من المناظر غير الحضارية وذلك بسبب أن اللجنة المشكلة لهذا الغرض لم تراع حاجة الموقع الذي وضعت فيه الذي يحدد كما أعرف في اللجان المرورية في المناطق في الشوارع القريبة من المدارس أو دور المساجد أو المراكز والمستشفيات الصحية أو في شارع تعددت فيه الحوادث والدهس، لكنه الآن وزع بطريقة غريبة حتى أن بعض هذه الشوارع وضعت فيها مطبات عديدة وقريبة من بعضها، وفي أخرى رغم حاجتها لم توضع فيها أي مطب ناهيك عن إحجام المطبات التي لا تخضع لمقاييس واضحة على ما يبدو. 5- انتشار قائدي سيارات الوايتات من المراهقين التي رغم حجمها الكبير وخطورتها وموقع وقوفها في منتصف الحي الشرقي إلا أنه لم يراع مدى خطورتها على المارة من صغار السن والنساء اللواتي يستخدمن شارع عشرين للتسوق لما فيه من محلات تجارية متنوعة، وهو للأسف الشديد يعاني من صغر مساحته وأنه طريق ذو مسار واحد حيث لا يفصله رصيف وسطي. هؤلاء لأنهم صغار لا يعون مخاطر القيادة بتهور يجوبون الطرقات بسرعة كبيرة دون خوف من دورية أو احترام للنظام؛ لذا ينبغي توقيفهم ومنعهم من قيادة هذه السيارات الضخمة التي تحتاج إلى رخصة قيادة عمومية وليست خاصة فكيف بصغير لا يحمل رخصة قيادة.
محمد بن راكد العنزي - طريف
alanaze3@hotmail.com |
|
|
| |
|