| |
ظاهرة التسول سبب البطالة
|
|
اطلعت على ما كتبه أحد الإخوة تحت عنوان (منع المتسولين من المساجد) الموافق 17-10- 1427هـ في العدد 12459 وأشيد بمقال الأخ ثناء تقديراً وأقول على ذلك تعقيباً: إن التسول ظاهرة اجتماعية انتشرت في بلادنا الغالية، وإن أكثر المتسولين لا ينتمون إلى المجتمع السعودي بل هم غرباء عن هذه البلاد، وقد وفدوا إلى مملكتنا بحجة العمل أو غيره، وقد احترفوا ظاهرة التسول لاستعطاف القلوب، وابتزاز الجيوب. وأقول إن الدين الإسلامي حرم المسألة وضيق بابها تضييقاً شديداً، ولم يحلها إلا لثلاثة من المسلمين فقط، وذلك لظروفهم الشديدة، وإنَّ من الصور الغريبة التي تنتشر وتظهر في مجتمعنا ما بين الفترة والأخرى، وتنشط كثيراً، وتزداد في مواسم الأعياد ظاهرة التسول، إنه سلوك حرمه الله فقال صلى الله عليه وسلم: (من سأل الناس تكثراً، فإنما يسأل جمراً، فليستقل أو ليستكثر) وهي مظهر اجتماعي سيئ، ومرض اجتماعي ينشر البطالة بين أفراد المجتمع، وينقل الصورة السيئة للمجتمع الذي ينتشر فيه، وإن الدين الإسلامي عندما حرم المسألة فتح أبواب العمل وحث على العمل الشريف والكسب الطيب لكي يحفظ الإنسان نفسه من الفقر والعوز، وألا يذل الإنسان نفسه لمسألة الناس، كما قال الصادق المصدوق: (لئن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب خير له من أن يسأل الناس أعطوه أم منعوه).. ومن العجيب أن نرى السواد الأعظم من هؤلاء المتسولين قادرين على العمل، وليس بهم عاهات أو إعاقات، وينتشرون بين المساجد، ويتنقلون بين الأسواق والمحلات التجارية في مواسم الأعياد، والأسوأ من ذلك بل الأخطر إنْ سلك مسلكهم صغار السن الذين لا يدركون عواقب الأمور، وإن ظاهرة التسول قد تجرهم إلى سلوكيات خاطئة، وتسيء إلى الوطن لا سمح الله. وإن دولتنا الرشيدة لم تألُ جهداً في القضاء على هذه الظاهرة فأنشأت أجهزة كثيرة في مختلف مناطق المملكة ومحافظاتها لمكافحة التسول، وخصصت رواتب للعجزة والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة التي كان لها الأثر الطيب في انحسار هذه الظاهرة، وأخيراً ينبغي توعية المجتمع صغاراً وكباراً لمساوئ التسول، والابتعاد عن الشفقة الزائدة على هؤلاء المتسولين فقد يضرهم الإنسان كثيراً وهو يريد النفع والخير لهم.
عبدالعزيز السلامة / أوثال
|
|
|
| |
|