| |
يلزم البديل للاستغناء عن الإشراف التربوي
|
|
استرعى انتباهي مقالة الأستاذة فاطمة العتيبي في زاوية (نهارات أخرى) المعنونة ب(حلم معالي الوزير) في عدد (الجزيرة) رقم (12457) وتاريخ 15-10-1427ه، والسبب في ذلك أنه حلم مشترك للكثيرين في الإشراف التربوي، والآخر أنه كان محور حديث جانبي مع إحدى المشرفات قبل نزول المقال بيوم، وكأن الأحلام تتوارد كما تتوارد الأفكار!!. إن الحلم بالاستغناء عن الإشراف التربوي من الهيكل التعليمي وطرح موضوعه للنقاش يجب ألا يفسد للتربويين قضية متى ما طرحت المسوغات التي تقتضي تحقيق حلم معالي الوزير يوماً، وهو ما عبّر عنه المقال من أن يصبح المعلم/ المعلمة لا يحتاج لمن يزوره في فصله ليقيّم عمله لكونه تزوّد بالأساليب التربوية والدراية المهنية والثقة والثقافة، ومنها: * هل أدّى المشرف التربوي دوره كما ينبغي على ضوء ميثاق شرف المهنة؟ * هل تمكن الإشراف التربوي من صقل المعلم/ المعلمة غير الكفء إلى معلم كفء؟ * هل أصبح الإشراف التربوي مجرد محطة وظيفية للأغلب أم أنه وظيفة مهنية بالغة الأهمية للأجدر؟ * هل منح الإشراف التربوي الرضى الوظيفي لمنتسبيه؟ * هل تخلص الإشراف التربوي من كونه جهة تفتيشية؟ وفي اعتقادي أن التساؤل عن الإشراف التربوي المبني على الخبرة؛ بمعنى أن يطرح المشرفون التربويون الأسئلة عما حققوه في الميدان التربوي، فإذا تمكنوا من الإجابة بشفافية ووفق المعطيات والنتائج فإنهم قادرون على جعل الإشراف التربوي على المحك... يكون الإشراف أو لا يكون!! ولكن ما البديل؟ فإذا كنا اتفقنا مع حلم معالي الوزير بالاستغناء عن الإشراف التربوي، وذلك لوجود المعلم الكفء ابتداءً الذي تولّت المؤسسات التعليمية العليا تخريجه، فإن عدم تغذية هذا المعلم الكفء بالجديد في الميدان التربوي من الأساليب التربوية والدراية المهنية كفيل بتوقف عطاء المعلم عند حدّ معين.. وأجدني ونحن نتحدث عن حلم معالي الوزير أحلم عند الاستغناء عن الإشراف التربوي بإيجاد البديل (مدير إداري + مدير فني مؤهل تأهيلاً جيداً + مركز تدريب متكامل بخبرات تدريبية عالية)؛ حتى يكون لكل مدرسة مدير إداري ومدير فني، المدير الإداري مسؤول عن جميع الأمور الإدارية وشؤون الطلاب وأولياء الأمور والرد على المعاملات، والمدير الفني يكون مسؤولاً عن كل ما يتعلق بالتحصيل الدراسي للطلاب ومدى مواكبته لتطلعات الوزارة، وكذلك مسؤول عن المعلمين في المدرسة من ناحية تغذيتهم وتزويدهم بالجديد في الميدان التربوي وتحديد احتياجاتهم، وعلى ضوئها يتم إيفاد المعلم إلى مركز التدريب الذي يتولى تدريب المعلم وفق حاجته، فالمعروف أن تدريب المعلمين وفق الحاجات من أرقى وأنجح السبل في تطوير أداء المعلمين والرقي بهم في خطوات سريعة وعاجلة لا تمرّ على الإشراف التربوي الذي يلتزم ببرامج تدريبية معتمدة لا تقوم على الحاجات الفعلية للمعلمين وإنما تحاول أن تكون كذلك.. هذا حلم ولّده حلم، والحمد لله أن الأحلام لا تكلّف شيئاً!!
حصة إبراهيم الجربوعر - رفحاء
|
|
|
| |
|