| |
هيئة الأمر بالمعروف.. والشوكة في البُسْتَان
|
|
تعقيباً على ما ينشر من أخبار هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومنجزاتها في الدعوة إلى الخير وتوعية الناس وتذكيرهم بفضائل الأعمال لمنع انتشار شرهم وخطرهم؛ وبخاصة في اكتشاف مُصَنعي ومروجي المخدرات والمسكرات والمعاكسات النسائية كتبت هذه السطور وفاءً لهم وتذكيراً بأهمية دورهم ودفعاً للشبهات التي تثار حولهم. فلقد سرني وأسعدني ما قرأت وسمعت وبخاصة في شهر رمضان 1427هـ حيث تمت مداهمة مصنع للخمور في الرياض ليلة العيد ونشر خبره في جريدة الجزيرة يوم 1 شوال 1427هـ وقبض على أكبر مُصَنِّع للخمور في الطائف ونشر وخبره في جريدة الجزيرة يوم 15 شوال 1427هـ وتمَّ توجيه ونصح ومتابعة عشرات الشباب في الأسواق ليالي رمضان في كل مدن بلادنا. ولقد كان لتلك الأخبار صدى كبير لدى عموم المواطنين والمقيمين في بلادنا، فَعَمَّت الفرحة وَتَوَطَّد الأمن وَقَرَّت النفوس وسعد الرجال والنساء.. ذلك لأن إصلاح المجتمع لا يكون إلا بإصلاح أفراده، وحينما يُسَدُّ بابا شر وفتنة يكون ذلك حماية للمجتمع وحفظ الأفراد، وكم ستكون الخسارة كبيرة لو أنَّ مصنعاً للخمور لم يغلق ويعاقب أصحابه كم ستنتهك من الأعراض وتهدر من الأموال وتفسد من الممتلكات لو استمر ذلك المصنع في ترويج بضاعته بين الناس. ولقد سمعت من مدير أحد مراكز الهيئة في شهر رمضان أنَّهم خلال متابعتهم وقيامهم بواجبهم في شهر رمضان ليلاً ونهاراً حريصون كل الحرص على: 1 - السَّتر على الناس وحفظ أسرارهم. 2 - حفظ الأعراض والكرامات. 3 - حصر المنع والخطأ في أضيق نطاق ممكن. 4 - إقناع كل مخالف بأنه يصر نفسه ويضر وطنه ويصر أمته، ولذلك فإنَّه حينما ستقيم تكون استقامته مكسباً وربحاً وغنيمة له ولوطنه وأمته.. ولذلك نفع الله بذلك النصح والتوجيه وأنقذ الله بتلك الجهود مئات الناس وهداهم للحق بعد أن كانوا يلهثون خلف سراب الباطل وأوهام الشجاعة وأطماع الدنيا.. وكانت تستهويهم الشهوات والشبهات. إذا علم ذلك عرفنا حجم الخطأ الذي يرتكبه من يعيبون الهيئة ويسيئون إليها لمجرد حصول اجتهاد خاطيء من فردين أو ثلاثة من أفرادها!!.. وحينما يتم تهويل ذلك الخطأ وتضخيمه وتكرار نشره وتعدد التّهم التي توجه بسببه فإنَّ ذلك يُعَدُّ إساءة إلى مؤسسة حكومية تسم خدماتها حياة كل مواطن ومقيم على أرض بلادنا، كما يعد جناية على قطاع من أهم القطاعات الأمنية، وهو مع ذلك جحود لمحاسن الهيئة ونفعها للداني والقاصي. ولم أجد مثلاً لمن يعيب الهيئة أو يدعو إلى الغائها لمجرد خطأ حصل أو اجتهاد وقع من فرد أو مركز من مراكزها أو تهمة لم تثبت لم أجد لذلك مثلاً إلا من يعيب بستاناً جميلاً يحوي أشجار الفاكهة والنخل وتسير فيه المياه العذبة ويبهج النظر فيه العين والنفس ويزيل الهمَّ هواؤه العليل ويأتي مع ذلك من يعيبه ويزهد فيه لأن (شوكة) طعنت رجله في أرض ذلك البستان.. والشوك ينبت في كل أرض مهما اعتنى بها وانتقيت تربتها!! وعلاجه سهل يسير على أصحاب الخبرة وذوي البصيرة.. أما البستان فلا يعيبه و ينقص قيمته أو يزهد صاحبه فيه وجود شوكة أو شوكتين. ولقد أسعدني وأثار إعجابي الحديث الكريم الذي تكرم به صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز في لقائه بمنسوبي الهيئة في الرياض والذي أكد فيه رعاية الدولة للهيئة واعتزازها بذلك وأنَّ هذا أمر لا يقبل المساومة.. وأنَّ من يعادي الهيئة لا يخرجون عن اثنين: جاهل أو حاقد، وقال حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية: سيستمر دعمنا ورعايتنا للهيئة ولن نستمع لمن يعيبها وذلك مواصلة لنهج مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وأبناؤه من بعده - رحمهم الله تعالى -.
عبدالعزيز بن صالح العسكر
al-delm190@maktoob.com |
|
|
| |
|