| |
نشرة الأخبار والقرارات المحلية مصطفى محمد كتوعة
|
|
كل مراقب منصف بل المواطن العادي البسيط يدرك جيداً تطوراً نوعياً ملموساً ومحموداً في القنوات والمحطات السعودية، وهذا جيد وتجاوز حالة قديمة من التقليدية والنمطية، وإن كان التطوير مطلباً مستمراً نحو المزيد ليس فقط من ناحية الشكل والديكورات وتغيير معالم مظهرية. وإنما التطور الموضوعي الأشمل. ومع تقديري لهذه الجهود أسجل مطلبين يتفق عليهما جمهور واسع بضرورة تحقيقهما. وترتكز هذه النظرة أو المطالب على قناعة راسخة بأن وسيلة التلفاز تعد مؤشراً دقيقاً لمساحة الرأي والرأي الآخر والقدرة الأكبر في التاثير على حل الكثير من القضايا أو على الأقل تسليط الضوء عليها بتأثير أكبر. يهمنا هنا أن تكون قنواتنا ومحطاتنا السعودية هي مقصد أنظارنا وعقولنا في الأساس لأنها المعنية بشؤوننا والموضوعية في طرحها، ونتمنى منها المزيد، ويظل هذا الارتباط قائماً طالما تشبع هذه الوسيلة الهامة حاجتنا من التغطية الإعلامية والإخبارية التي تهمنا وتطرح قضايانا إلى جانب تناولها للأحداث الدولية الساخنة التي باتت سمة هذا العالم. والحقيقة نرى خطوات جيدة في هذا الاتجاه ونسجل التقدير لها مع اليقين أن التطوير كما هو معروف عملية مستمرة لا تتوقف. والحمد لله يتمتع الإعلام السعودي اليوم بسقف معقول من حرية الطرح والنقاش الإيجابي الذي يضيف رصيداً لإثراء الحوار الذي هو في حد ذاته قضية نركز عليها وتدعمها القيادة - حفظها الله - بالحرص على تفعيل الحوار في كل قضايانا الوطنية منها والاجتماعية والاقتصادية وشؤون الوطن تعليما وصحة إلى آخره. ومن ثم فإن الحفاظ على هذا المستوى من الطرح في التلفزيون السعودي وتسجيل نقاط أكبر من الرأي والرأي الآخر إنما يعزز إيجاد أرضية أوسع وأرحب وأكثر رسوخاً لفضيلة الحوار وتضمن استقامة مساره ونتائجه. وأنتقلُ إلى النقطة الأساسية التي أودُ الحديث عنها في التلفزيون السعودي، وهي من شقين: - الأول هو طبيعة موجز الأخبار بطريقته الحالية في القناة السعودية الأولى. - الثاني فيتعلق باتفاقات ثقافية يمكن استثمارها في إنتاج برامج إعلامية عن واقع المملكة ونهضتها، وتبادل هذه البرامج مع الدول الشقيقة والصديقة. كما يعرض تليفزيوننا برامج عن تلك الدول. بالنسبة للنقطة الأولى وهي موجز نشرة الأخبار، فالملاحظ أنه يتضمن عناوين عامة، وأقصد تحديداً الشأن المحلي، مما يغيب معه إشارات مهمة عن قرارات ينتظرها المواطن. مثلاً: في جلسة مجلس الوزراء كل أسبوع هناك قرارات محلية أو تصدر من الحكومة قرارات أخرى ذات صلة مباشرة بالمواطن وتؤثر في حياته وعادة ما تكون إيجابية وتأتي من أجله، لذلك فإن المواطن عندما يستمع إلى الموجز ولا يسمع أية إشارة لقرار مهم إنما يفقد تركيزه واهتمامه حتى لو لم يغير القناة إلى غيرها، فهناك قرارات لمجلس الوزراء أسبوعياً تتعلق بتنظيم أمور ذات صلة بالمواطن، فما المانع أن يتضمنها موجز الأنباء بعد الإشارة إلى جلسة مجلس الوزراء. أما الأمر الثاني، فهناك اتفاقيات ثقافية مع كثير من الدول منها ما يتعلق بالمجال الإعلامي، وهذان الجناحان - الثقافي والإعلامي - هما مسؤولية مشتركة لوزارة الثقافة والإعلام وعلى رأسها الوزير النشط وصاحب الرؤية البعيدة معالي الأستاذ إياد بن أمين مدني، وفي رأيي لو أثمرت تلك الاتفاقات عن برامج إعلامية ثقافية مشتركة تكون بالتبادل مع الدول الشقيقة والصديقة، لكانت أكثر تأثيراً وتتيح لشعوب كثيرة الاطلاع على مستجدات التنمية السعودية وتجربتها الرائدة في هذه المرحلة الحالية من مسيرة الخير والنماء والتطور النوعي بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين مع أن البعض قد يرى أن مظاهر العولمة تتيح كل ذلك، ولكن وجود برامج ثقافية إعلامية عن المملكة عادة ما تكون مركزة وموثقة وليست مجرد صورة في قناة هنا أو هناك.. والله الموفق. حكمة: اجلسْ حيث يؤخذ بيدك وتُبر ولا تجلس حيث يؤخذ برجلك وتُجر
|
|
|
| |
|