| |
في الذكرى الثانية لرحيل أبو عمار العلاقة الفلسطينية الفلسطينية على المحك ثامر نبيل أبو دقة / الرياض
|
|
المناسبة الحزينة التي عاشها الشعب الفلسطيني في أرجاء الأرض الفلسطينية الصامدة هي المناسبة التي طغت على كل المحن والمصائب وصور المعاناة المستمرة وكل المحاولات المثيرة للفتن بهدف التفرقة، انها المناسبة التي تألم من أجلها الكثيرون في الذكرى الثانية لوفاة رمز الوحدة والصمود الراحل ياسر عرفات. هي المناسبة التي زادت فيها حيرة الكثيرين بأسباب وفاة (الختيَّار)- رحمه الله- وكثرت علامات الاستفهام عن الحيثيات والمسببات المتعلقة بالتدهور المفاجىء في صحة المغفور له بإذن الله الرئيس ياسر عرفات. أبو عمار (الختيَّار) الذي أنشد السلام على شفاه المحاصرين وكلمات المودعين له وهو في طريقه لملاقاة ربه سبحانه وتعالى. هو الذي جعل من كوفيته المشهورة رمزا لعلامة مميزة في تاريخ النضال الكبير لهذا الرجل في عقول سياسيي ومفكري العالم. وبذكرى رحيله تأصلت الفكرة وتحولت إلى مفهوم، وتحول المفهوم إلى مفاهيم وطنية سيادية ترغب في الحرية والاستقلال عنواناً لكل فلسطيني. القضية الفلسطينية في عيون أبنائها أصبحت رمزاً للصمود المستمر وهدفاً للنضال المستقل في إطار بناء الدولة الفسلطينية والحلم الفلسطيني الذي ضحى من أجله الصامدون والمناضلون لجعل هذا الطموح واقعاً حتمياً ولابد منه ليرتقي لمستوى أحقية الشعب الفلسطيني للعيش في كنف دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة. الحالة المستقبلية لهذه القضية وإن صعب التكهن بمستقبلها على المدى القصير إلا أنها فرضت تحديات صعبة وجوهرية في مسيرة وتاريخ العلاقة الفسلطينية الفلسطينية وأوصلتها إلى المحك. بمعنى أن الطريق إلى إقامة الدولة وما يتخلله من تنازلات صادقة ومؤلمة تحتاج إلى توطين لهذه العلاقة مرة أخرى على اساس الالتزام بالحقوق والثوابت والاتفاق على إنشاء هيكلية تضمن للشعب الفلسطيني حريته واستقلاله وإنشاء دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. ولكن الاحتلال ما زال هو اللاعب الأساسي والعقبة الأزلية وحجر العثرة في الوصول إلى أي اتفاق ولو كان في اطار التشاور، بمعنى أن إسرائيل جاهزة دائماً لوضع العراقيل وجعل المشكلة داخلية فلسطينية بمساندة دولية إلى حد ما في عدم المفهوم والاستيعاب لمطالب الفلسطينيين ولا حتى التقدم في أي مسار إن كان هامشياً أو مهماً. وهنا لابد من الاشارة إلى التدخل الدولي الدائم وما نتج عنه من تشتت في المواقف الدولية كلا حسب مصالحه الشخصية مع ذلك الفريق أو غيره من فصائل وقيادات الشعب الفلسطيني ما أدى إلى تعزيز الصراع الداخلي وعدم الاتفاق وأحياناً الحديث بصراحة عن عدم الملاءمة الدولية والرضا عن تلك الحكومة أو شكل هذه الحكومة الجديدة. إلا أن الحكومة السعودية ممثلة في خادم الحرمين الشريفين- رعاه الله- كانت وما زالت تعطي اهتمامها ووقتها وجهدها لجميع الفلسطينيين بدون استثناء مما حدا بالمملكة إلى التكرار الدائم وعدم التشكيك في إخلاص ووقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب الشعب الفلسطيني في قضيته ومعاناته. لهذا أتمنى أن تكون التجربة السعودية الثابتة والمهمة والقوية هي المثال الأعلى لكل المتميزين على الساحة الفلسطينية وللداعمين إن كان مادياً أو معنوياً من إخوة وأصدقاء في العالم. لهذا فإن التجربة السعودية في طريقة التعامل مع الاتفاق والاختلاف في التوجهات الفلسطينية كان لها أثرها الواضح والشديد في ارساء وترسيخ المواقف السعودية تجاه الشعب الفلسطيني من دون تفرقة أو عنصرية بل بالتضامن والدعم الدائمين للصمود والمواجهة.
|
|
|
| |
|