| |
المقارنة بين الأولى والثانية تضيع العدل
|
|
كلنا نتابع هذه الصفحة الرائعة لما تطرحه من أفكار تهم الجميع، وقد قرأت دعوة غزلان للرجال المتزوجين للتعدد.. والحقيقة أنني دهشت، فغالباً الرجال هم الذين يطرحون هذا الرأي في استراحاتهم، بينما النساء تستحوذ عليهن الغيرة على الزوج. بالنسبة للتعدد يا غزلان نحن لا ننكر أنه تشريع رباني يجب الإيمان به ولا مجال للاعتراض عليه في حكمه، ولكن ماذا عن العدل؟ قد يقول الرجل أنا أستطيع أن أعدل بين الزوجات ولكن هل هذه المسألة سهلة؟ نحن نعرف من خلال القصص التي نسمعها أن الرجل غالباً يميل للزوجة الثانية، فهي أصغر عمراً وأكثر رشاقةً وجمالاً في الغالب بعكس الزوجة الأولى التي فقدت رشاقتها ونضارتها مع كثرة الأطفال وتعدّد المسؤوليات، والرجال لا يقدِّرون ذلك فهم يريدونها أن تكون كما لو كانت عروساً؛ فنجد الرجل يفقد اهتمامه بالزوجة الأولى وهي التي كافحت معه في بداية حياتهما وأنجبت له البنين والبنات وقامت على رعايتهم، يريدها أن تكون متفرِّغة لجمالها ورشاقتها كالزوجة الثانية مثلاً التي لم تنجب أطفالاً بعد، ثم يبدأ المقارنة بين الزوجتين وينسى ظروف كل منهما، فالزوجة الثانية تهتم به أكثر وتُسمعه كلماتٍ جميلة لأنها في بداية الزواج وتستقبله بابتسامة لدى عودته وعند مغادرته وتتجمّل دائماً، ويريد من أم الأولاد أن تكون كذلك دون النظر لحجم مسؤوليات كل من الزوجتين، وهنا تبدأ المشكلة فيضيع العدل ويبدأ الرجل بالميل للزوجة الثانية ونسيان الزوجة الأولى وأولادها. أنا لا أقول هذا من فراغ، بل هي قصص حقيقية دائماً نسمعها. نعم إذا استطاع الرجل أن يعدل فيمكنه التعدّد ولكن يجب أن نعترف بأنه أمر صعب ولكل ظروفه فلا نطلق الدعوة لأي أحد، بل هي مشروطة بشروط محددة.
أسماء البراهيم /الرياض
|
|
|
| |
|