| |
هل هناك حاجة إلى وجود فهرس عربي موحد؟ د. عبد الكريم بن عبدالرحمن الزيد
|
|
تردد هذا السؤال كثيراً في ملتقيات المكتبات وبين المختصين، وأصبح يشكل حالة من الأخذ والرد يدور فيها السجال، الذي تطور فيما بعد إلى مناقشة إنشاء مشروع علمي وتطبيقي للفهرس العربي.. قامت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بأخذ زمام المبادرة والمخاطرة في تنفيذه على الرغم من العوائق التقنية والفنية والإدارية التي تعتري المكتبات العربية، ولا نريد أن نكتب عن المشروع وتفصيل مراحل إنجازه إذ إن السؤال الأهم هو ما مدى الحاجة إلى هذا المشروع؟ وللإجابة على ذلك لعلنا نستعرض واقع المكتبات العربية وأحوال الثقافة العربية والإسلامية ومكانتها بين الثقافات الأخرى؛ فالدراسات المسحية التي قامت بتنفيذها المكتبة قبل البدء بالمشروع والتي شملت (200) مكتبة عربية وعالمية كانت نتائجها ذات دلالات ومؤشرات تؤكد على أهمية المشروع وضرورة تنفيذه لإنقاذ المكتبات والثقافة العربية والإسلامية من عالم التشتت وبعثرة الجهود واختلال معايير العمل وتعدد التطبيقات، فعلى الرغم من توافر عناصر إيجابية كبيرة في المكتبات العربية تتمثل في استخدام التقنية والحاسب الآلي في أغلب المكتبات العربية، إضافة إلى تقارب التطبيق متمثلاً في قواعد الفهرسة الانجلو أمريكية، وصيغ مارك، واستخدام نظام ديوي والكونجرس لتصنيف أوعية المعلومات، إلا أن المكتبات العربية لاتزال تعاني من نقص الإمكانات المادية، وضعف القوى البشرية المدربة والقادرة على إحداث نقلة نوعية في حصر الثقافة العربية وتنظيمها وإيصالها إلى الآخر داخل الوطن العربي أو خارجه. وعندما نرى أن هناك أمماً وشعوباً وحضارات أقل شأناً - من حيث كمية النتاج الفكري والمعرفي والحضاري - من الحضارة العربية والإسلامية، مع ذلك قامت بالاستفادة من عنصري التقنية والتنظيم في عرض ثقافاتها على الآخر في قوالب موحدة ومتكاملة، بينما نعاني نحن من تجاوز المرحلة الحالية إلى مرحلة العمل الموحد والمتكامل الذي به نتمكن من عرض ما لدينا من علم وفكر وحضارة إلى الآخرين، وهذا لن يتأتى بدون تعاضد وتكامل المكتبات في إنشاء مشروع موحد للفهرسة الآلية المباشرة. إذاً نحن بحاجة إلى وجود فهرس عربي موحد ترتبط فيه جميع المكتبات العربية والمكتبات الأجنبية ذات المجموعات العربية بنظام فهرسة موحد نتمكن فيه من عبور القرن الحادي والعشرين بكل يسر وسهولة.
|
|
|
| |
|