| |
الفهرس العربي الموحد من فكرة التكوين إلى اكتمال المشروع
|
|
لعل الملتقى الأول لأعضاء الفهرس العربي الموحد الذي تنظمه مكتبة الملك عبدالعزيز العام بالرياض ويستمر على مدى يومين في الفترة (23 -24 شوال 1427هـ الموافق 14-15 نوفمبر 2006م) لعله يكون خطوة أولى في طريق تكوين نظام عربي عالمي يحقق للمعلومة أهم أهدافها المتمثل في نشر الثقافة العربية وتحديداً الكتاب العربي. وها نحن من خلال هذه المناسبة نقدم للقارئ الكريم قراءة مستفيضة عن أهم مراحل تكوين الفهرس العربي الموحد، وأهدافه، وأبرز الفعاليات المستفيدة من هذا المشروع الحضاري المتميز. فكرة المشروع: تقوم فكرة هذا المشروع على أساس إيجاد إطار مشترك للعمل الجماعي للمكتبات العربية من أجل تحقيق المشاركة في الموارد Resource Sharing وخفض التكاليف وتوحيد القواعد والتقنينات في عمليات الفهرسة والتصنيف. ومن الناحية الأخرى فإن المشروع يرمي إلى إيجاد آلية عربية لحصر وضبط وحفظ التراث العربي المنشور وغير المنشور والموزع على نطاق واسع من المكتبات العربية وغير العربية على اتساع العالم كله. وقد خضع هذا التراث لأنماط شتى من الفهرسة الأولية تارة والفهرسة الارتجالية وغير المعيارية تارة أخرى، هذا فضلاً عن المجموعات الضخمة التي لم تخضع لأي فهرسة على الإطلاق. كما يوفر المشروع للمكتبات العربية والعاملين فيها طائفة كبيرة من الخدمات الببليوجرافية المختزنة في الفهرس الموحد لفهرسة مجموعاتهم من خلال ما يسمى بالفهرسة المنقولة أو نقل نسخة التسجيلة إلى قاعدة الفهرسة المحلية أو الإسهام في الفهرس الموحد من خلال إضافة تسجيلات فهرسة جديدة أصليةOriginal Cataloging. ولسوف يكون المشروع نواة لمؤسسة تعاونية عربية رائدة في مجال المكتبات والمعلومات تعمل على مساعدة المكتبات العربية في خدمة مرتاديها من خلال توفير وإتاحة الوصول المباشر إلى كنوز المعرفة الإنسانية. فالحاجة إلى هذا المشروع إذن ملحة وماسة وتعبر عنها عشرات بل مئات القرارات والتوصيات التي تمخضت عنها اللقاءات والندوات والمؤتمرات العربية في مجال المكتبات على امتداد العقود الثلاثة الماضية. الأهداف: يحقق تطوير الفهرس العربي الموحد أهدافاً عديدة تسعى جميع المكتبات العربية إلى تحقيقها ومن أهمها حصر التراث الفكري العربي الموجود على شكل مخطوط أو مطبوع أو مصغر في قاعدة معلومات قياسية موحدة، وما يترتب على ذلك من توحيد الجهود العربية الرامية إلى تقنين أعمال الفهرسة والتصنيف وتحقيق المشاركة في المصادر لخفض التكاليف الباهظة الناتجة عن تكرار عمليات الفهرسة للوعاء في أكثر من موقع بين البلدان العربية. وسوف يعمل الفهرس العربي الموحد على تقليل الأضرار الجسيمة التي تصيب الجهود الرامية إلى نشر الثقافة العربية وتبادل المعارف بين الأقطار العربية وإتاحة المخزون الهائل من الفكر العربي للباحثين في أقطار العالم، نتيجة عدم توحيد أساليب وأدوات فهرسة أوعية المعلومات العربية. كما أن الفهرس العربي الموحد سوف يكون له دور كبير جداً في انتشار الكتاب العربي ونقل المعرفة العربية إلى أقطار المعمورة، وسوف يكون لذلك تأثير كبير في سوق الكتاب العربي مما ينعكس بشكلٍ مباشر على حركة النشر والتأليف. التوجه الإستراتيجي للمشروع: إن استراتيجية مشروع الفهرس العربي الموحد هي توسيع نطاق الخدمات والعمل على زيادة قيمتها المضافة بالنسبة لجميع المكتبات العربية المشتركة في المشروع. وسوف تتآزر المكتبات الأعضاء مع إدارة الفهرس الموحد في تحويل هذا الفهرس من مجرد قاعدة معلومات ببليوجرافية إلى مورد معلوماتي عربي عالمي للنصوص والبيانات والرسوم والمسموعات والمرئيات الوثائقية في شتى مجالات المعرفة الإنسانية تستفيد منها جميع المؤسسات المعلوماتية والوثائقية العربية وغير العربية على امتداد العالم.
|
|
|
| |
|