| |
هؤلاء يمارسون أفعالاً تؤثر في المصلين
|
|
فلا يخفى على أي امرئ مسلم وفي قلبه ذرة من إيمان مكانة وأهمية بيوت الله ووقارها ووجوب ذلك على كل مسلم كما أنه لا يخفى على أحد أهمية الصلاة ومكانتها ومنزلتها عند الله والأمر في ذلك لا يحتاج إلى شرح أو إيضاح ولكن من باب التذكير والله عزَّ وجلَّ قد أمر بذلك (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ)، ويكفي أنها أهم ركن من أركان الإسلام والله عزَّ وجلَّ يقول في محكم تنزيله (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ)، وقال الله عزَّ وجلَّ (أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ، وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي)، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (أول ما يسأل عنه العبد الصلاة فإن صلحت صلح عمله..) والآيات القرآنية والأحاديث النبوية في شأن الصلاة ومكانتها ووجوب الخشوع فيها وبانقطاع عن الدنيا وما سواها كثيرة.. كما أن مكانة المساجد ومنزلتها عند الله كبيرة جداً وكيف لا وهي بيوت الله وفي ذلك يقول الله عزَّ وجلَّ (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ.....)، ويقول عزَّ وجلَّ أن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحد آخر وهذه الآيات تدل على مكانة وعلو شأن المساجد ووجوب احترامها وإنزالها إلى المكانة التي تليق بها. بيد أن هناك نفراً من المسلمين وهم إن شاء الله على خير ولا نقول فيه إلا خيراً، ولكن وبكل بصراحة نقول إنه ليس لديهم احترام لبيوت الله ولا لمشاعر إخوانهم المسلمين من المصلين.. وأفعالهم وتصرفاتهم تدل على ذلك عند دخولهم المساجد، فتجد البعض منهم يحمل جواله النقال في جيبه، وأثناء الصلاة وبينما المسلمون المصلون واقفون معهم في صفوفهم بين يدي الله بكل خشوع متوجهين إلى الله بقلوب ساكنة ومؤمنة ويستمعون إلى الإمام في قراءته في الصلاة لكتاب الله أو يؤدون باقي أركان الصلاة كالركوع والسجود والتسبيح وقراءة الفاتحة إلى غيرها من أركان الصلاة، وإذا بأصوات الجوالات ورنينها ينطلق كالجرس.. وليت الأمر يقتصر على ذلك.. ففي الآونة الأخيرة ومع تعدد أنواع ونغمات الجوالات فإنها تظهر على شكل موسيقى ورنين موسيقي، الأمر الذي يشوش على المصلين ويصرفهم عن الصلاة ويربكهم أثناء أدائها ويمنعهم من الخشوع.. فهل يليق ذلك ببيوت الله وبمشاعر المصلين الراكعين الساجدين والمتنفلين والمسبحين حتى بعد انقضاء الصلاة هل يليق ذلك بالمساجد ودور العبادة، والمعروف أن هناك شيطاناً صغيراً من أعوان إبليس لعنه الله اسمه (خنصر) مهمته ووظيفته هي التشويش على المصلين وسرق أشياء وأموراً من صلاتهم وصرفهم عن الخشوع، والانشغال بأمور أخرى دنيوية وغيرها، وحسبي أن أولئك الأشخاص يعينون بتصرفاتهم هذا الشيطان الصغير سامحهم الله، وإذا كانت الموسيقى محرمة لدى معظم الفقهاء بشكلٍ عام فكيف إذا كانت في بيوت الله، وهذا أمر لا نود الخوض به الآن وهو شأن آخر والعلماء أدرى به والأمر الثاني أن هناك فئة أو مجموعات من الرجال والنساء تمارس الإزعاج والتشويش بشكلٍ آخر وهي منتشرة في المساجد في الفروض الخمسة وفي الجمع وفي رمضان أثناء صلاة التراويح والقيام.. وهو أن أولئك الأشخاص يصحبون أطفالهم معهم وبعضهم رُضع. ويبدؤون في إطلاق أصواتهم ويأخذون بالصياح والإزعاج، وهنا أتساءل هل تحولت بيوت الله إلى دور للرعاية الاجتماعية؟ أم إلى دور حضانة أو روضات للأطفال.. أم ملاعب لهم أم ماذا؟ إذ إن بعض الصبية يتخذون من المساجد ملاعب لهم وكأنها حدائق أو متنزهات.. وهنا أقول بكل أسف إن هؤلاء الصبية لم يربوا ويتعودوا على احترام المساجد وإذا كان الكبار لا يحترمونها ولا يوقرونها فما بالك بالصبية والصغار، والأمر الآخر الذي يحز في نفسي ونفس كل مسلم غيور على دينه ويعلم الله بذلك هو أننا في الوقت الذي نجد فيه أن أهل الكتاب من المسيحيين وغيرهم يحترمون الكنائس ويوقرونها فإننا لا نحترم المساجد بيوت الله ولا نصونها وهذا أمر مؤسف جداً.. وفي الكنائس لا تكاد تسمع صوت إبرة أو وخزة ولو حصل ذلك لواجه من قام بهذا العمل زجراً ونهراً كبيرين، وربما طرد من الكنيسة وبقوة. وثمة أمر آخر أو أمور أخرى وهي كثيرة فيما يتعلق بالمساجد وآداب الدخول إليها والخروج منها وكيفية وطريقة الجلوس والتواجد فيها، ومن هذه الأمور وهي منتشرة بكثرة وهي أن بعض المصلين يقومون بفرقعة الأصابع أو تعديل الشماغ أو الغترة إلى غيره من الحركات والتصرفات التي تخل بالخشوع وتنافيه. كما أنها تخل بمن هو حوله وجواره من المصلين وتشغله عن الصلاة والخشوع، وأقول لمثل هذا الشخص لو أنك كنت تقف أمام مسؤول أو وزير أو غيره أو حتى رئيسك في العمل هل كنت ستقوم بأي من هذه التصرفات. وأحسب أنه سيقف كالألف كما يقال فكيف بك وأنت تقف بين يدي الله الواحد الجبار ملك الملوك؟ وهنا تقع المسؤولية على أئمة وخطباء المساجد في توعية وإرشاد الناس. مع أن كثيراً من هذه الأمور هي بدهية ومعروفة سلفاً ولا تحتاج إلى شرح أو إيضاح ومن الأمور والمشاهد الأخرى التي بدأت تتفشى وتظهر في المساجد هو أن بعض الأشخاص وهم على قدر من التدين والورع ولديهم علم حصيف تجدهم يتناقشون في أمور دنيوية بحتة في داخل المسجد وبصوت عالٍ والناس تتنفل وتذكر الله وتسبح، إلى غيره من العبادات دون مراعاة لهم أو لحرمة المسجد ومكانته وهنا أتساءل أيضاً هل تحولت بيوت الله إلى منتديات أم مجالس عامة ومفتوحة؟ أم ماذا؟ وأقول مجدداً يكفي دلالة على أهمية الصلاة وأدائها وهنا نلاحظ أن الله عزَّ وجلَّ قد ربط ذكره بالصلاة... فهل يليق بنا بعد ذلك التهاون في أدائها على الشكل المطلوب. يجب أن نحترم بيوت الله ونراعي مشاعر المصلين والمتعبدين وان كان ذلك مطلوباً دوماً وفي كل الأوقات ومادام أن الشخص منا يعلم بأنه سيدخل المسجد للصلاة فلماذا يبرمج نغمات جواله على الموسيقى..
عبدالحميد العبد الله السعدون الرياض
|
|
|
| |
|