كثير من الناس قد تتوق نفسه إلى البذل والتكرم على المحتاجين، لكنه لا يملك ما يتكرم به وينفقه على المحتاجين، ولهذا نجده يتحسر ويضيق صدره ويحزن حينما يعتذر ممن يأتيه مستجدياً، ويشتد حرج نفسه حينما يرى الغني يعطي ويهب وهو ليس في وسعه إلا ترديد قولهم: (العين بصيرة واليد قصيرة).
وألطف ما نقوله لذلك الخالي اليدين: (طالما أن نيتك صادقة في الإنفاق ولا يحول بينك وبين ذلك إلا عدم توافر المال في يدك، فإن النية منك تبلغ مبلغ العمل إن شاء الله. وما عليك إلا أن تجعل نصب عينيك قول الله جل شأنه في سورة الشرح: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} وسوف يتحقق لك اليسر إن شاء الله وتشبع رغبة نفسك من الإنفاق في وجوه الخير وتنافس الأغنياء من المسلمين في إسعاد الفقراء بالبذل والعطاء. ولن تكون مثل الشجاع المشلولة يده الذي وصفه الشاعر بقوله: