رحلات.. محمد الحمدان
محمد بن عبدالله الحمدان(*)

عفواً - أيها القارئ - ذكراً كنت أم أنثى، لا تستغرب هذا العنوان ولا تستنكره لأن صاحبه ليس من الرحالة المشهورين، وهذا صحيح، ولكن الأمر من باب الإثارة والتشويق والدعابة، وليس من باب مدح النفس الذي هو (سماجة) و(مادح نفسه يقرؤك السلام).
لقد أردت التحدث عن الرحالة المشهورين (حسب علمي المحدود) حديثاً مقتضباً، ثم أذكر بعض رحلاتي المتواضعة (باقتضاب أكثر) فأقول:
رحلة ابن بطوطة مشهورة طبعت مراراً، وحُقِّقت أكثر من مرة، هذا الرحالة الذي جاب أي زار ورأى (وليس جاب أحضر) أنحاء المعمورة براً، وبحراً، زمن الخيل والإبل والبغال والحمير والمراكب الشراعية الخطيرة، المهددة باتجاه الرياح المعاكسة، والأمواج العاتية، والضياع، والغرق.
لقد سار من بلده (المغرب) قرب طنجة، ووصل الهند والسند وسيلان وجزر المالديف والصين واسم رحلته (تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار) من طبعاتها الموجودة أمامي الآن طبعة مؤسسة الرسالة بيروت، حققها وقدم لها وعلق عليها د. علي المنتصر الكتاني ويظهر أنه من (المغرب) من جماعة الرحالة، الطبعة الثانية 1399هـ في مجلدين صفحاتهما (832) صفحة، وأذكر أن الشيخ حمد الجاسر رحمه الله كتب تعليقات وملحوظات على هذه الطبعة في مجلة (العرب).
مهذب رحلة ابن بطوطة
بين يدي طبعة المطبعة الأميرية ببولاق بمصر سنة 1939م، وقف على تهذيبه وضبط غريبه وأعلامه كل من أحمد العوامري بك، ومحمد أحمد جاد المولى بك، وزارة المعارف العمومية بمصر. جاء التهذيب في مجلدين صفحاتهما 653 صفحة، وفي الكتاب خرائط كثيرة تبين سير الرحلة عملها الشيخ محمد فخر الدين.
ويليه ابن جبير في رحلته، بين يدي الآن منها طبعتان، طبعة دار صادر ودار بيروت 1384هـ 341 صفحة، وطبعة دار الكتاب اللبناني بيروت 1388هـ التي هي طبعة كتاب التحرير بمصر، وسمى الرحلة (تذكرة بالأخبار عن اتفاقات الأسفار) لأبي الحسين محمد بن أحمد بن جبير الكناني الأندلسي البلنسي، عامان من الرحلة في العالم العربي بين الخميس 8 شوال سنة 578هـ والخميس 22 محرم عام 581هـ.
وابن فضلان (مغامرات سفير عربي إلى اسكندنافيا).
وكانت لدي في مكتبة قيس وفي مكتبتي كتب رحلات قديمة جداً وطريفة في مجلدات صغيرة وكبيرة، قام بها علماء وسياح ورحالة إلى أوروبا وأمريكا وإفريقيا وآسيا، تصرفت في معظمها أي بعتها وبقي لدي منها القليل.
أذكر منها: السفر إلى المؤتمر لأحمد زكي طبعة بولاق 1311هـ أي قبل 116 سنة، وسياحة في الروسيا 1914م، والرحلة الجوية في المركبة الهوائية 1884م، والرحلة اليابانية 1325هـ، ورحلات محمد البتنوني المشهورة لأنحاء العالم، ورحلة الصيف إلى بلاد البوسنة والهرسك الطبعة الثانية 1907م، ونشوة الشمول في السفر إلى اسلامبول.. وغيرها وغيرها.
وفي المملكة.. الرحالة محمد عبدالحميد مرداد رحمه الله الذي طبع نادي مكة الثقافي بعض رحلاته، وله كتاب عن مدائن صالح وكتب أخرى.
ثم الرحالة النشيط (ابن بطوطة الجديد) الشيخ محمد بن ناصر العبودي صاحب المؤلفات الدينية والتراثية والأدبية العديدة لدي منها 17 كتاباً، ثم كتبه في الرحلات طبع منها أكثر من 100 رحلة، لدي منها 68 كتاباً، ولديه الكثير من كتب الرحلات وغيرها لم يطبع بعد، وألف عنه الأستاذ محمد المشوح كتاباً عنوانه (عميد الرحالين محمد بن ناصر العبودي)، ولديه في إذاعة القرآن الكريم أحاديث ممتعة ومفيدة عن بعض رحلاته وما شاهده في أنحاء المعمورة.
والشيخ حمد الجاسر رحمه الله له كتاب (رحلات حمد الجاسر) صدر عام 1400هـ في أكثر من 400 صفحة، ثم أصدر جزأين عن رحلاته أسماها من رحلات حمد الجاسر، الجزء الأول الوطن العربي: المملكة، مصر، السودان، الشام، العراق، اليمن، الإمارات، عُمان، قطر، البحرين، الكويت في أكثر من 400 صفحة، الجزء الثاني: إطلالة على العالم الفسيح بين الشرق والغرب 382 صفحة، وكلاهما صدرا عام 1419هـ ورحلاته علمية بالدرجة الأولى للبحث عن المخطوطات والكتب التي تهمه موضوعاتها، علماً بأنه يذكر شيئاً عن مشاهداته، وما واجهه في تلك الرحلات.
وفي رحلاته من الفائدة والمتعة الشيء الكثير، كما في مذكراته (من سوانح الذكريات) التي نشر بعضها في المجلة العربية على حلقات، ثم أخرجها د. عبدالرحمن الشبيلي في مجلدين ضخمين إخراجاً جيداً يشكر عليه وأضاف أشياء كثيرة لم تنشر من قبل.
وممن كتب في الرحلات الأستاذ فهد العريفي رحمه الله والأستاذ عبدالله بن حمد الحقيل وغيرهما.
أما كاتب هذه السطور المحب للرحلات وكتبها والسفر والسياحة (والسباحة) فقد كتب عن رحلة له إلى أوروبا في مجلة الجزيرة لصاحبها عبدالله بن خميس، ورحلة له إلى لندن نشرت في جريدة الرياض، ثم في جريدة الجزيرة عن رحلات قام بها إلى أستراليا، ونيوزيلاندا، وقازاقستان (عدة رحلات)، وقيرقيستان، وروسيا، والصين إضافة إلى رحلاته في البحث عن المخطوطات ونوادر الكتب. والسلام.