| |
د. النجيمي لابن بخيت: لهذا السبب حرم بعض المفتين (الدش) في البداية
|
|
قرأت مقالاً للأخ عبدالله بن بخيت في صحيفة الجزيرة بتاريخ 29-9-1427هـ بعنوان (دعاة أجل عطني نصفه) ذكر فيه أن عدداً من المفتين أصدروا فتاوى تحرم الدشوش تحريماً مطلقاً لا رجعة فيه خاصة مع بدايتها، وأن بعضهم اتهم من يركب دشاً في بيته بطلام يخجل من ذكره مع ملاحظة أن بعض الدعاة لم يحرم الدشوش ولم يدن من يركبها في منزله، ولكن معظم الدعاة ساهموا في الترويج ضد الدشوش وتحريمها إلى آخر ما ذكر. ثم أورد قصة حدثت له في صغره ثم استنبط منها أن هذا هو منطق بعض الدعاة الذين يتراكضون بين القنوات الفضائية المحرمة عندما عجزوا عن امتناع الناس بالانصراف عن الدشوش والبقاء على الكاسيتات التي كانت تدر عليهم مئات الألوف من الريالات وأنهم قرروا أن يأخذوا نصيبهم من تلك الكعكة التي تسمى القنوات الفضائية وقد ثبت بالدليل قول إخواننا المصريين (الرزق يحب الخفية). أقول نعم حرم بعض العلماء الدشوش مع بدايتها ولكنهم ربطوا الحرمة بما يعرض في هذه الفضائيات وكأني بهم يقولون إن هناك قنوات مفيدة بل وملتزمة كقناة المجد والقنوات السعودية بشكل عام والفجر والحكمة والرسالة واقرأ وغيرها. وهناك قنوات أخرى فيها بعض المخالفات ولكنها محتشمة بشكل مجمل وهناك قنوات ماجنة بعضها يمول بأموال إسلامية مهمتها الأفلام الماجنة والأغاني الخليعة والرقص الماجن وكأن هم الأمة قد انحصر في الغناء والرقص والأفلام، بعض هذه القنوات أجنبي غاية في المجون كالقنوات الأوربية. فلا إشكال في إباحة النوع الأول أقصد القنوات الملزمة وشبه الملتزمة، وأما القنوات التي تخلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً فارتأى الدعاة والعلماء المشاركة فيها لإصلاحها وتوعية الجمهور الذي يشاهدها ولا يعني هذا إباحة بعض المخالفات الشرعية فيها ولكن العلماء والدعاة يقدمون المصالح على المفاسد فكان في خروجهم فيها مصالح كبيرة يبدو أنها أغاظت الأخ عبدالله فاتهم بعض الدعاة والمشايخ بأنهم يسعون وراء المال ولكني أقول ما المانع أن يأخذوا طالما أنهم يقدمون برامج مفيدة فليس هناك مانع شرعي في ذلك وكأن الأجدر بك أن تشجع هذا المسلك لا أن تضاربه. ثم إني لا أدري لماذا الأخ عبدالله يضايقه ويزعجه نشاط بعض الدعاة والمشايخ ويورد هذه القصة ليتهكم ببعض الدعاة هذا مسلك لا أعتقد أنه يليق بالأخ عبدالله أن يقحم نفسه فيه وإذا كان قد تراجع بعض الدعاة والعلماء عن رأيهم في الدشوش لما أصبح فيها قنوات ملزمة فهو خير دليل على أن الحق مقصدهم ومتى ما تبين لأحدهم الحق فهو يتبعه في حين نجد أن بعض الكتاب مصرين على أخطائهم وزلاتهم فهلا تراجعوا.
د. محمد بن يحيى بن حسن النجيمي
|
|
|
| |
|