| |
هذا هو الفرق الملازم أول محمد عيد حجيج الجهني
|
|
ما الذي يجعل الولايات المتحدة الأمريكية أكثر منا تقدماً على مستوى الحياة العادية للفرد والمجتمع؟ سؤال تردد كثيراً في داخلي، والإجابة واحدة هو (لا فرق)، فالشوارع في قلب ولاية تكساس هي نسخة طبق الأصل لما هو موجود في قلب نجد (الرياض)، وكذلك بقية مظاهر الحياة المعيشية كالأسواق والمباني والخدمات. وأصبح هذا السؤال بمثابة التحدي الذي لابد أن أبحث له عن إجابة. لكن بعد أن عشت بضع أسابيع وتغلغلت في الحياة اليومية الأمريكية عرفت أن تقدم الأمم تبدأ من هذا الإنسان البسيط الذي أقف جنباً إلى جنب معه في المعهد والمستشفى والسوبر الماركت والبنك ومكاتب البريد. عرفت أن (الولايات المتحدة الأمريكية سبب تفوقها لأنها تقوم على احترام الإنسان مهما كان، وتحترم حقوقه المشروعة وتعطي كل فرد حرية التعبير والفكر والاختلاف). لا أقول هذا لأني دائماً أجد التفاوت في الخدمات الصحية وبعض الدوائر الحكومية في بلادنا حين نقارنها مع الولايات المتحدة الأمريكية الذي لا أعرف لماذا؟ أيعود ذلك إلى عدم الإحساس الكامل بواجبات العمل والاتكالية في كثير من الأوقات أم لغياب الرقيب الصارم والموجّه؟ هل يحتاج بعض أبناء وبنات الوطن إلى دورات في فن التعامل الإنساني أو من يحتاج لبعض التثقيف في التعامل هو بعض فئات مجتمعنا؟ ولا أقول هذا لأني أجد التفاوت في النظام المروري واحترام خطوط مواقف السيارات parkingفي أي مكان، والإشارات المرورية (لم أصدق أنني مررت بإشارة مرورية كانت معطلة لأن الناس نظموا أنفسهم بأنفسهم بحيث تمر سيارة واحدة فقط من كل إشارة وبالترتيب ومن دون رجل المرور العتيق). ولكني أقول ذلك لأنني وجدت أن مكانة أي أمة تبدأ من احترام أفرادها على اختلاف ألوانهم وأطيافهم وقدراتهم وظروفهم الصحية، هنا في أمريكا المعاق -وأكاد أجزم بذلك- لا يكاد يشعر أنه معاق والسبب أنه يجد مواقف مخصصة له في كل مكان، ويستطيع لوحده أن يتسوق ويركب الباص ويذهب إلى الحدائق الترفيهية ويركب الطائرة وينهي أموره الشخصية من دون مساعدة أحد.. هكذا تتطور الأمم.. هكذا أعتقد. * فاصلة أخيرة: جاء رجل في عهد الخليفة الراشد عمر رضي الله عنه من مصر فسأله عمر رضي الله عنه: كيف حال مصر؟ فقال هلك الناس يا أمير المؤمنين من المعاصي! وجاء رجل آخر من مصر فسأله عمر رضي الله عنه عن مصر فقال: الناس بخير والبلاد بخير يا أمير المؤمنين. فقال عمر رضي الله عنه: صدق هذا وصدق هذا، فالذي كان اهتمامه بالمساجد يرى المساجد عامرة بالمصلين وحسب الناس كلهم على ذلك، والذي ذهب إلى أماكن اللهو وجدها مكتظة فحسب الناس على ذلك. فمشكلة الناس التعميم على الخير أو على الشر وهنا تكون المشكلة.
|
|
|
| |
|