| |
أشيقر وإحياء التراث محمد بن أحمد الشدي
|
|
أثناء عملي الصحفي اعتدت مع بعض الإخوة الزملاء محمد الطيار ومحمد العجيان وعلوي الصافي ومحمد الوعيل أن نزور في كل مناسبة أو عيد إحدى مدن المملكة، ففي زيارتي لكل من حائل وجدة والزلفي والدمام والأحساء ودارين والجوف والخرج وتبوك والأفلاج والقصيم ورابغ وينبع وجازان وأبها، وغيرها من أجزاء الوطن الغالي. وفي هذا العيد خدمتنا الظروف بزيارة سريعة لمكان عريق يعبق برائحة التاريخ، فهو موئل لكثير من الأسر والعوائل الكريمة في منطقة نجد ألا وهو أشيقر، إذ إن لهذا المكان تاريخاً قد يزيد على أربعة آلاف سنة، ولقد بهرني أن أهله قد أدركوا مكانة بلادهم وتسارعوا إلى العمل من أجلها، وذلك بإحياء تراثها من جديد وبناء ما تهدم منه. لقد عمل محافظها الأخ عبدالله بن عبدالمحسن المغيرة وإخوانه عملاً كبيراً في مجالات مختلفة ستبقى على مر العصور، وقد وقف معهم رجالات أشيقر بكل الوسائل المعنوية والمادية، وقاموا جميعاً ببناء الأسواق القديمة والبيوت وعملوا على جعلها كأنها حارات مسكونة بأهلها رغم أنها قد هجرت وكادت الأجيال تنساها. لقد انطلقوا بتخطيط علمي وحس وطني يُغبطون عليه وكونوا فريق عمل ناجحاً بلجنة عليا، وأخرى مالية وهندسية بمعرفة صادقة بقيادة المهندس إبراهيم بن عبدالرحمن الخراشي ونجحوا، وإذا ما قيس ما أوجدوه من عمل تراثي مطلوب بإنشاء دار التراث والأسواق والدارات والمساجد، فإن لذلك مردوداً لا يقدر بثمن، وأن نظرة واحدة على مسجد الشيخ سليمان بن عبدالوهاب ومدرسة عثمان أبا حسين والأسواق والأبراج القديمة شيء مهم وضروري، خصوصاً في وقتنا الحاضر الذي تتكاتف فيه جهود الدولة والمواطن للعناية بالتراث وتشجيع السياحة الداخلية، وليت مثل هذا التوجه يعم مدن وبلدات بلادنا، وأنا واثق أن هيئة السياحة مهتمة بمثل هذه الأعمال التي تحفظ سمات هذه البلاد وتراثها العريق. أما إخواننا في أشيقر فليس هذا أول عمل لهم، فقد أقاموا ذلك المنتجع الراقي على قمة جبلهم الجميل المطل على واديهم الأخضر - الهويجة - الذي أصبح مزاراً مفتوحاً لأهل العاصمة الرياض وسكانها من مواطنين وسفراء وشركات. إن العمل على مثل هذه الأعمال هو ما سوف يسهم في ترويج السياحة الداخلية، وأعتقد أن دعم مثل هذه الأعمال في جميع أنحاء وطننا الغالي واجب على الجميع، وبخاصة هيئة السياحة الفاعلة ودعمها بكل الوسائل المادية والمعنوية.. وهي أمور إن شاء الله متاحة.. نرجو ذلك. والله الموفق،،،
|
|
|
| |
|