| |
أما بعد النشيد الوطني وتحية العلم 2-2 عبدالله بن عبدالعزيزالمعيلي
|
|
قال مدير المدرسة انه يعاني من صراع بسبب موقفين متعارضين متضادين، أحدهما يقول افعل، والآخر يقول لا تفعل، وفي كلا الحالتين إن فعل وإن لم يفعل سوف يتعرض إلى اللوم والعتاب والتشكيك، وقد يتخذ بشأنه موقف من أحد الطرفين. وفي حالة النشيد الوطني وتحية العلم، كان الله في عون المسؤولين عن التربية والتعليم عموما والمباشرين الميدانيين على وجه الخصوص، فهم أمام خيارين: الأول: إنفاذ ما بلغوا به من تعليمات وفي هذه الحالة سوف يقال إنهم عارضوا العلماء وخالفوهم، عرضوا صفحا عن فتاواهم وخرجوا عليهم، والعلماء هم من يجب أن يسمع لهم ويطاع أمرهم، وقد أكد على هذا مرارا وتكرارا ولا غرو في ذلك فالعلماء وقادة البلاد - كما أكد ذلك سمو وزير الداخلية - في منزلة واحدة، ولا يخفى أن التجاوزات التي حصلت من الخارجين ما كانت إلا بسبب الخروج على العلماء المعتبرين الذين يجب أن يسمع قولهم ويطاع أمرهم، ولهذا ليس من المصلحة العامة تجاهل موقف العلماء من هذا الأمر، وإلا صرنا في حال يقودها الهوى والمزاج، فإن توافق رأي العلماء مع ما نريد فذاك، وإن تعارض غلبنا ما نريد، وهذه حال لن يقبل بها ولاة الأمر ولن يسمحوا بها، فللعلماء مكانتهم وفضلهم وكلمتهم التي يجب أن تسمع ويستجاب لها. الثاني: الإحجام عن إنفاذ التعليمات المبلغة بشأن النشيد الوطني وتحية العلم، وفي هذه الحالة قيل إن لدى هؤلاء منهجا خفيا، وإنه لا ولاء لهم ولا انتماء، وإنهم أمميون لا وطنيون وغيرها من المقولات التي جعلت العاملين في الميدان التربوي يشعرون بالخذلان والإحباط وعدم الثقة في أعمالهم ومواقفهم وأقوالهم. وحتى يحسم هذا الأمر، أرى أهمية وضرورة اتباع العلماء لسببين: الأول: أن للعلماء مكانة يجب أن تبقى سامقة يجللها الاحترام والتقدير والالتزام، وليس من المصلحة إطلاقا تجاهلهم في مواقف، والسمع لهم في مواقف أخرى وحسب التقدير الشخصي والهوى، لأن من شأن ذلك إن حصل زعزعة مكانة العلماء وإجلالهم وعدم إنفاذ أقوالهم في المواقف الحاسمة والمصيرية. الثاني: أن لدى العاملين في التعليم الكثير والكثير من الأساليب والمواقف والإجراءات التي يعبرون بها عن حب المملكة العربية السعودية والانتماء لها قيادة ووطنا ومكانة، وقد حصل هذا فعلا لكن العيون الحول لا ترى البصائر إلا مشوشة.
|
|
|
| |
|