| |
كلمة المحرر حملة التأمينات الاجتماعية!! عمرو بن عبدالعزيز الماضي
|
|
عندما بدأت في توسيع نطاق اهتمام الصفحة لتشمل جميع موظفي الدولة من المدنيين العاملين في القطاع العام والخاص، حاولت أن اتطرق للعديد من الجوانب في نظام التأمينات الاجتماعية وتقاطرت عشرات الرسائل يسأل أصحابها عن هذا النظام مما دفعني إلى الاتصال بالمسؤولين في المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية لعرض تلك التساؤلات أو حتى الحصول على إجابات حول النظام، ولا أذيع سراً إذا قلت إنني لم أكن على قدرٍ كبير من التفاؤل فيما يتعلق بسرعة الحصول على المعلومات والإجابات من المسؤولين في المؤسسة - خصوصاً أن للصفحة أكثر من تجربة فاشلة مع عددٍ من الأجهزة والمؤسسات الحكومية ومنها المؤسسة العامة للتقاعد التي حصلت على ما نشرته عنها في هذا العدد عن طريق جهود ذاتية بحتة، وبعض المواد التي أحصل عليها في فترات متفاوتة من قِبل الأستاذ مصطفى جود الذي على الرغم من حماسه في إبراز دور المؤسسة، إلا أنها تبقى اجتهادات وقتية لم يكتب لها أن تدوم! ان دهشتي كانت كبيرة في تعاون المسؤولين في المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، بتوجيه من معالي المحافظ الأستاذ سليمان بن سعد الحميّد الذي ذلل كافة العقبات أمامي للحصول السريع على المعلومة، وحماس الأستاذ محمد الحسيني الذي لا يغفل دوره إلا كل ناكر أو جاحد. لقد انتقدت المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية كثيراً ولم ألقَ عتاباً كما حصل لي مع المؤسسة العامة للتقاعد الذي لا أعرف لماذا هم أكثر من غيرهم حساسية في تقبل الملاحظات؟!! وانتقد اليوم الحملة الإعلامية للمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية التي في جذب المشتركين بمميزات النظام والتي اعتقد حسب تخصصي الإعلامي أنها لن تلقى القبول والنجاح المأمول بسبب الطريقة المتبعة حالياً. فمن يسير في أي من شوارع الرياض يرى كيف تم عرض رسالة المؤسسة التحذيرية التي ركزت على غريزة الخوف لدى المواطن فاللوحة تقول (لا تأمن من المستقبل؟!) وتبرز طفلاً صغيراً محطماً فاقداً لوالده وعبارات خلفية (وفاة.. عجز.. إصابة). لا أدري كيف مرت هذه العبارات على المسؤولين في المؤسسة الذين أعرف مدى فطنتهم؟! فحملة مثل هذه يمكن أن تكون للمرور بالتحذير من أخطار السرعة أو حتى الدفاع المدني عن الحوادث المنزلية أو حتى للإدارة العامة للمخدرات عما سيواجه الأسرة بسبب تصرف عائلها، أو حتى لوزارة الشؤون الاجتماعية للتحذير من الطريق الذي يؤدي إلى تفكك الأسرة، ولكنه آخر ما يصلح لمؤسسة تسعى لإقناع العاملين في القطاع الأهلي بالتسجيل في نظام التأمينات الاجتماعية، ان هناك عبارات وأساليب وطرقاً أخرى أكثر جدوى من هذا الإعلان التحذيري يمكن أن توصل به المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية رسالتها، فالمؤسسة لديها الكثير من الإنجازات التي يفخر بها أي منتسب لهذا الجهاز الرائع وهي ستكون قادرة للوصول إلى أهدافها ولكن ليس بهذا الأسلوب المنفر! ان عدم القدرة على رؤية الطريق بوضوح من قِبل العامل السعودي يشير إلى أنه يفتقد القدرة على معرفة حقوقه التي يجب أن تضمنها له الشركة أو المؤسسة، وعليه يجب أن تساهم المؤسسة في حملتها على أن تجعله قادراً على فهم واستيعاب تلك الحقوق والمميزات دون أن يدفع به إعلانها المنصوب بجانب الإشارة الضوئية إلى أن يضم طفله إلى صدره ويهجر النوم عينه في تلك الليلة الحزينة التي يظل يلوم فيها نفسه أنه لم يتعرف على مميزات الاشتراك في نظام التأمينات الاجتماعية إلا متأخراً إما بسبب جهل منه أو حتى تقصيراً من المؤسسة التي لديها من الإمكانات المادية والبشرية ما يجعلها قادرة على الاختيار الأنسب لمن يتولى رسالتها الإعلامية.
|
|
|
| |
|