Al Jazirah NewsPaper Tuesday  07/11/2006G Issue 12458محليــاتالثلاثاء 16 شوال 1427 هـ  07 نوفمبر2006 م   العدد  12458
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

مزاين الإبل

دوليات

متابعة

منوعـات

القوى العاملة

شعر

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

ما هذا:
ملك.. يعترف ويعتذر؟!
ادريس بن عبد الله الدريس

هل سمعتم بهذا في أيامكم هذه.. أو خلال سنين حياتكم؟.. أو هل حكاه لكم آباؤكم..؟
هل سمعتم بملك أو امبراطور أو رئيس أو سلطان أو أمير أو شيخ.. بأي حاكم من العالم العربي أو العالم الثالث.. أو من العالم النامي.. يعترف بتقصير ثم يعتذر..؟
لعلكم سمعتم بشيء من هذا في عصور الازدهار الإسلامي.. أو قرأتم مثله في كتب التاريخ.. أو لقَّنه لكم معلمٌ على مقاعد الدرس، أو خطيبٌ يتحسر على.. (أصابت امرأة وأخطأ عمر)..
ما هذا: ملكٌ يعترف ويعتذر؟!
لعل هذا وارد ومعتاد من مسؤولي وحكام العالم المتقدم المتحضر.. لكن قدركم الباسم مكَّنكم من تلمُّس وإدراك هذه (المستحيلة) من حاكم عربي مسلم ومعاصر.. ها هي السُّنة الحسنة يجسدها ملك القلوب خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز في كلمته أمام أهالي جيزان وهو يقول: (لقد تأخرت مسيرة التنمية في جازان في الماضي لظروف لم يكن لأحد يد فيها)..
هذا هو الاعتراف الأبوي العظيم وهو جزء عظيم من الحل الذي يأتي في سياق الكلمة الملكية على النحو التالي: (إلا أن دولتَكم عقدت العزم على إنهاء هذا الوضع).. هذا الاعتراف بداية العلاج وأسرع وصفات النجاح حيث يكمل - حفظه الله - كلمته بإعلان العمل وتصحيح الأخطاء الماضية، وهو يوضح الكيفية التي ستكون منهجاً للتعويض: (باختزال المراحل ومسابقة الزمن وإعطاء جازان عناية خاصة، من هذا المنطلق فقد وجهنا بإنشاء مدينة جازان الاقتصادية وسيخصص 375 مليون ريال كأسهم مجانية من الشركة المكونة لهذا الغرض لأهالي المنطقة من ذوي الدخل المحدود).
هل من مزيد؟ نعم: (فالمؤمل - إن شاء الله - أن يجذب المشروع استثمارات تصل إلى أكثر من مائة مليار ريال ليوفر ما يقارب نصف مليون وظيفة)..
هل يكفي هذا..؟!
ليس بعد.. فقد وجَّه - حفظه الله - وزارة البترول والثروة المعدنية بدراسة إنشاء مصفاة للبترول في جازان ولكم أن تحسبوا الاحتمالات والنتائج الخيرية على المنطقة والوطن من هذا المشروع إن أمكن تنفيذه!
.. هل ثمة شيء جديد يحدث..؟
بالمقارنة مع ما يحدث في العالم العربي أو بالنظر إلى هذا الأمر في سياق ما يحدث في العالم الثالث إجمالا، فإن الأمر جد مختلف وهو نسق ملموس وغير مستغرب لدى المواطن السعودي خلال تعاقب كل حكام هذا الوطن من أبناء الملك عبد العزيز..
قد تكون الفرحة بالطفرات التنموية والانشغال بالتحديث والتمدين الذي طال مدن المركز أو المدن الرئيسية قد أخر إلى حد ما الالتفات إلى بعض مناطق الأطراف على نحو قلل من فرص التنمية عندها، لكن ذلك لم يستمر.. والأهم من ذلك أنه لا يتم بفعل عمدي مدفوعاً بنعرة مناطقية أو بنزعة إقليمية.. لم يكن كل ذلك بسبب ذلك ولكنه كما قلت الحماس والاندفاع الذي صاحب هذه الدولة بقطاعاتها الشعبية والحكومية للخروج من رتبة التخلف العلمي والصحي والاجتماعي الذي كانت تعيشه هذه البلاد قبل توحيدها وصولاً إلى مدارج التحديث والتطور واللحاق بركب التحضر، بشكل تكثفت معه النقلة وظهر أثرها على المدن السعودية الكبرى، مما انسحب أثره على بعض المناطق ومدنها التي صارت بدورها تصدر أبناءها ليتكدسوا في هذه المدن الكبرى دارسين وعاملين وقاطنين.
وها هي التنمية السعودية مجدداً تنقلب على نفسها لتغادر المركز إلى الأطراف، تبث في أوردتها مناشط التنمية وتغذي في عروقها أكسير التطور والتحديث والاستقرار.
إن هذه الجولات الملكية على مناطق المملكة وما يستتبعها من مدن اقتصادية كبرى وما يسندها من مشروعات تنموية تدعم التعليم وترعى الصحة وتخلق أسباب الاتصال من طرق وغيرها.. إن ذلك كله كفيل أن يقفز بهذه البلاد خطوات كبرى في سبيل التنمية وفي سبيل مقارعة الدول المتقدمة ومجاراتها، وإن ذلك لكفيل بأن يضمن للأجيال القادمة مستقبلاً واعداً ويجعل الأجيال الحاضرة لا تخشى على غدها الذي كان إلى حد كبير رهناً بثروة البترول الناضبة.. سيكون البترول مع نشوء هذه المدن الاقتصادية عنصراً اقتصادياً مسانداً عوضاً عن أن يكون هو العصب الرئيس والوحيد للاقتصاد الوطني.
لن يصح أن أقول يا للعجب.. ولكن يا للإعجاب بهذا الملك.. الحاب.. والمحبوب.
يحب وطنه وشعبه
ويحبه شعبه في وطنه
لم لا؟.. وهو ملك يعمل ويجول ويجوس البلاد من أطرافها ويتحسس هموم الناس ورغم كل هذا العطاء وكل هذه الأعمال وكل هذه الجولات، ورغم أنه الملك إلا أنه يعترف ويعتذر.
اللهم ربنا ولك الحمد ولك الشكر حمداً كثيراً طيباً مباركاً ملء السماوات والأرض وما بينهما وملء ما تشاء من بعد ذلك.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved