| |
أهداف منشودة سلمان بن محمد العُمري
|
|
تأتي ندوة (القرآن الكريم في الدراسات الاستشراقية) التي تنطلق أعمالها اليوم، بتنظيم من مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، امتدادا لندوات سابقة استضافها المجمع، وهذه هي الندوة الرابعة التي تؤكد رسالته في خدمة العلوم الأصيلة التي تنهض بالدراسات القرآنية وما يتبعها، وهي ترجمة عملية لما دأبت عليه المملكة العربية السعودية من عناية بكتاب الله - عز وجل - والعمل بهديه في مجالات الحياة، والعناية بعلومه، ومعارفه، والدراسات العلمية الجادة التي تكشف معانيه وآفاقه، وتترجم جهود وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بهذا الشأن. والملحظ المهم في الندوات التي يقيمها المجمع، هو حرص الباحثين المتخصصين على المشاركة، والإسهام في الندوات ببحوثهم، وحضورهم الندوة، وهذا ما تمثل في الكم الهائل من البحوث التي تلقتها اللجنة العلمية للندوة، وقبل منها ما قبل، ولا شك في أن هذا الإقبال له ما يبرره، وفي مقدمة ذلك نجاح المجمع في انتقاء الندوات المهمة التي تتميز بالموضوعية، وعدم التكرار، والمتمم لهذا الأمر حسن الإعداد، والتهيئة الجيدة للندوة تحضيرا وإعدادا، وإذا ما أردتم تأكيدا على هذا الأمر فإني استشهد بمقولة أحد الباحثين المتخصصين، وهو الأستاذ الدكتور محمد خليفة حسن فيما قال: (هذه الندوة من أهم الندوات حول القرآن الكريم في الدراسات الاستشراقية، وتكاد تكون الندوة الوحيدة على مستوى العالم الإسلامي التي تناولت بهذا الشكل المتخصص قضايا فهم المستشرقين للقرآن الكريم، وعلى حسب معلوماتي، لا يوجد ندوة أخرى عقدت في هذا الموضوع المهم خلال الخمسين سنة الأخيرة) أ.هـ. أما الدكتور رجب عامر أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الملك سعود، فيرى أن هذه الندوة تلبي حاجة قائمة منذ عقود، إلى كشف عوار المنهج الاستشراقي في الدراسات الإسلامية عامة، والقرآنية خاصة، ثم يؤكد أمرا آخر لا يقل أهمية عن اختيار موضوع الندوة حينما وفقت لجان المؤتمر في اختيار محاور الندوة، وإحاطتها بجوانب الدراسات القرآنية المتخصصة فيها، وأما الأهداف المنشودة من هذه الندوة، وما هو متوقع منها فشيء كثير وكبير - إن شاء الله - قياسا بما أعد لهذا (الملتقى العلمي)، وما سخر له من إمكانات، ودعوة الباحثين المتخصصين، وانتقاء البحوث، وقياسا على ما سبق من ندوات سابقة، وإذا ما أردنا سردها فلن تسع لها مقالات بل مجلدات كاملة. إن هذه الندوة التي تعد الرابعة في سلسلة الندوات التي ينظمها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، سيتبعها - بإذن الله - ندوات لاحقة، انطلاقا من رسالة المجمع، التي هي رسالة هذا البلد المعطاء الكريم المملكة العربية السعودية في العناية بكتاب الله الكريم، وطباعته، ونشره، وتوزيعه، وترجمة معانيه، وقبل هذا العمل به منهجا ودستورا. أسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يجزي القائمين على هذه الندوة خير الجزاء، وعلى رأسهم معالي الوزير الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ المشرف العام على الندوة، ولكل الزملاء أعضاء اللجان العاملة، الذين عملوا ليلا ونهارا حتى تظهر هذه الندوة وفقا للمأمول منها، وأن يديم على هذه البلاد أمنها وأمانها، حتى تبقى دائماً وأبدا راعية للقرآن الكريم وأهله.
alomari1420@yahoo.com |
|
|
| |
|