| |
رئيس قسم الآثار والمتاحف بجازان: المنطقة تزخر بالعديد من المواقع التاريخية والأثرية
|
|
يرى الأستاذ فيصل طميحي رئيس قسم الآثار والمتاحف أن منطقة جازان من أهم المناطق التي تزخر بالعديد من المواقع التاريخية والأثرية وهي مواقع كثيرة جداً ، منها ما ينتمي إلى عصر ما قبل التاريخ ومنها ما ينتمي إلى العصور التاريخية المعروفة مروراً بعصر ما قبل الإسلام وعصور العهد الإسلامي وصولاً إلى العصور الحديثة ومعظم هذه المواقع الأثرية مسجلة لدى وكالة الآثار والمتاحف أما ما يكتشف من مواقع جديدة فيرفع به للوكالة ليجري اتخاذ الإجراءات المناسبة حيالها .مضيفاً أن هناك الكثير من الملتقطات الأثرية المهمة كالنقود والخزفيات والفخاريات والنقوش الشاهدية التي كثيراً ما نجدها في المواقع الأثرية وهذه نقوم بعرض المناسب منها في متحف المنطقة. وأضاف تم قبل فترة الكشف عن أثر هام عبارة عن هيكل عظمي لامرأة يقدر أنه يعود تقريباً إلى الألف الثالث قبل الميلاد أي العصر الحجري الحديث ، وذلك من خلال بعض الملتقطات التي وجدت مختلفة مع بقايا الهيكل التي تنتمي إلى ذلك العصر إضافة إلى طريقة الدفن التي دفنت بها المرأة فهي طريقة كانت سائدة في تلك الحقبة من الزمن ووجد لها ما يشابهها في مناطق مختلفة من المملكة وبعض دول الخليج العربي ، إذ أن هيكل المرأة كان مسجىً على الشق الأيسر وعلى هيئة القرفصاء أو على هيئة الجنين في بطن أمه ، رأسها نحو الجنوب وتنظر غرباً . وأضاف: من عمر هذا الهيكل نستطيع أن نتبين مدى العمق التاريخي للمنطقة ومن خلال عقد المقارنات بينه وبين الهياكل الأخرى المكتشفة في أماكن مختلفة من المملكة ودول الخليج نستطيع أن نستخلص من خلال هذه المقارنات بين المعثورات والموجودة وكذلك طريقة الدفن كثيراً من المعلومات المهمة ما إذا كانت هناك صلات حضارية في تلك الحقبة التاريخية القديمة بين منطقة جازان وسائر المناطق المذكورة . وبين أن هناك أماكن أثرية في المنطقة وجد بها بعض الشواهد الأثرية التي تعود إلى نحو ثلاثين ألف سنة ، وهناك أيضاً موقع آخر إلى الشرق من مدينة أبو عريش يعود إلى نحو ما يقارب خمسة وسبعين ألف سنة من الآن وهذه المواقع مسجلة لدى وكالة الآثار والمتاحف لكن جميع هذه المواقع لا تحتوي على بقايا عضوية كما هو الحال مع الهيكل. كما أن هناك العديد من المواقع التي تحتوي على رسوم صخرية تعود إلى عصر ما قبل التاريخ وتتمثل تلك الرسوم في رسوم آدمية ورسوم أبقار وحشية ووعول نفذت تلك الرسوم إما بشكل بسيط عن طريق الحز وإما عن طريق تفريغ كامل البدن بشكل متقن . كما أن هناك مواقع عديدة تنتمي إلى فترة ما قبل الإسلام تحتوي على كتابات بخطوط قديمة كخط المسند وغيره . وعن الاكتشافات الأثرية قال: دائماً ما يتكشف لنا مواقع أثرية جديدة لم تكن مسجلة من قبل ومنها موقع فريد من نوعه في المنطقة يقع إلى القرب من قرية المجامة التابعة لمحافظة الأحد وهو موقع يعود إلى تسعة آلاف سنة من الآن وتتناثر على سطحه العديد من الأدوات المصنوعة من الحجر المختلف الأنواع كرؤوس السهام ورؤوس الحراب والمشارط والمساحق والكسر الفخارية والأصداف والعظام والموقع كبير جداً وإن كان معظمه الآن مطمور بالكثبان الرملية ويحتاج إلى بعض الأجهزة المتخصصة لتحديد مساحته الكلية . وقال: إن الملاحظ على تلك الأدوات الحجرية التي وجدت في هذا الموقع أنها نفذت بشكل جميل وغاية في الاتقان . أما عن الأهمية التاريخية لهذه الآثار فقال تتمثل الأهمية في كثير من الجوانب لعل من أهمها أن هذه المكتشفات الأثرية وغيرها تبين العمق التاريخي السحيق الذي تتمتع به منطقة جازان . وتبين لنا استمرار الاستيطان فيها منذ القدم إلى الوقت الراهن كما لا يخفى الدور الكبير الذي تلعبه هذه الاكتشافات الأثرية في دعم التوجه القوي من المسؤولين للاستفادة من هذه الآثار كرافد من روافد الاستقطاب السياحي ، ومن جانب آخر فإنها تشكل مصدراً له أهميته في تقصي الثقافات القديمة التي كانت سائدة في المنطقة منذ أقدم العصور.
|
|
|
| |
|