| |
ضرر قرار الفترة الواحدة للتداول في سوق الأسهم على صحة الأفراد
|
|
أشكر جريدة الجزيرة شكراً جزيلاً على الملاحظة والتعليق على المقال المنشور في العدد رقم 12450 ليوم الاثنين 8 شوال لعام 1427هـ والمنشور في صفحة الاقتصاد بعنوان (القرار الذي سيكلف الملايين) وتعليقكم الذي يقول (كنا نود من الكاتب لو أنه اعتمد في وجهة نظره على تجارب سابقة لدول أخرى وعلى إحصاءات وأرقام تسند وتؤيد ما ذهب إليه في اجتهاداته، غير أننا ننشر مقاله من باب حق الجميع - كما هي سياسة الجزيرة - في التعبير عن وجهات نظرهم دون تدخل من قلم الرقيب). أولاً: عندما كتبت المقال كان تفكيري منصباً على طول الفترة التي سأقضيها أمام الكمبيوتر أنا والملايين أمثالي سواء في مملكتنا الحبيبة على قلبي أو في خليجنا العربي أو في عالمنا العربي والإسلامي، ثم انتقل تفكيري على ما يسببه طول الجلوس من أمراض على الفرد المدمن على الجلوس لفترات طويلة أمام الكمبيوتر. ثانياً: من خبرة أكثر من خمسية عاماً من تجارب الحياة والاطلاع على المستجدات في هذه الحياة والقراءة الدائمة، أظن أن شخصاً مثلي يمكن أن يكتب في موضوع كهذا، لأنني وغيري نشاهد هذا الجيل، جيل الطفرة وخاصة شباب هذا اليوم أنه جيل قليل الحركة وكسول يميزه زيادة الوزن عن الجيل السابق يستعمل السيارة في تنقلاته ويجلس لساعات طويلة أمام التلفزيون والكمبيوتر. ثالثاً: كنت أود أن يتفاعل مع المقال القراء الكرام وخاصة الأطباء في ملكتنا الحبيبة، والبعض منهم أقدر وأعرف مني بما كتب في المجال الطبي عن خطر الجلوس لساعات طويلة لمشاهدة الكمبيوتر والتلفزيون على الصحة العامة للأفراد.. وعسى أن يحرك المقال السابق وما كتبت فيه الحمية لدى بعض أطبائنا فيزيدوا معرفتنا بما كتب في هذا المجال ويساعدوا في تثقيف هذا الشعب المتعطش لكل أنواع المعرفة. رابعاً: في المقال السابق تساءلت ماذا يعني جلوس المواطن أربع ساعات ونصف الساعة أمام الشاشة لأيام وشهور وسنين متواصلة؟ وماذا سيحدث له من تغيرات صحية واجتماعية وغيرها؟.. كما ذكرت أنه ليكون لدينا شعب واعٍ صحيح وليس شعباً مريضاً بمختلف الأمراض من أمراض العيون وأمراض القلب والنقرس وأمراض السمنة والسكري والفشل الكلوي والبواسير وغيرها من الأمراض، فأقل ما يمكن عمله هو إرجاع فترة التداول لما كانت عليه، فالجلوس أمام شاشة الكمبيوتر لساعات أقل أفضل بكثير من الجلوس لأربع ساعات ونصف متواصلة، وهناك الكثير الذي يمكن عمله لتحسين حالة الشعب السعودي أقلها كما قلت هو العودة لما كنا عليه. وقلت لا تظنوا أن الفترة الواحدة سوف تخفض من تهرب الموظفين من أعمالهم وتدهور إنتاجية العمل في مختلف المصالح العامة والخاصة، وإنما يمكن من زيادة الإنتاجية في العمل بعمل فترتين واحدة من الساعة الثالثة عصراً وحتى الساعة الخامسة عصراً والأخرى من الساعة الثامنة مساء حتى الساعة العاشرة ليلاً. فترتان بينهما فترة راحة يقوم الفرد بعمل ما يريد من رياضة أو مراجعة وخلافه، ومزايا هاتين الفترتين هي عدم هروب الموظفين من أعمالهم، وأيضاً انشغال الشعب السعودي بسوق الأسهم بدلاً من قضاء الليل في لعب البلوت والكنكان والسهر في الاستراحات وقضاء الليل في الحديث بما لا يفيد ومشاهدة ما لا يفيد. خامساً: لقد ساعدني تساؤل الجزيرة حباً في زيادة معرفتي واطلاعي، فذبهت وفتحت الكمبيوتر وبحثت، كان بحثي بسيط ولم يكن مكثفا مثل ما يقوم به الباحثون عادة في جمع جميع المعلومات التي تخص الموضوع، فماذا وجدت؟ كل قارئ يريد أن يعرف عن ضرر مشاهدة الكمبيوتر لساعات طويلة على العين، فعليه الرجوع إلى موقع www.eye2eye.com ليرى تأثير طول مدة مشاهدة الكمبيوتر في نشوء ما يسمى Computer Vision Syndrome (CVS) وهو ما يعرف بمتلازمة النظر في الكمبيوتر، وقد قامت صناعات عديدة واختراعات تساعد في تقليل إجهاد العيون (eye strain) (وتعب العين (eye fatigue) وجفاف العيون (dry eyes) )والنظر المشوش (blurred vision)والصداع وألم في الأكتاف والرقبة والظهر الناتجة من الجلوس لمدة طويلة أمام شاشات الكمبيوتر، وتلك المنتجات ستكلف الشعب الملايين والبلايين لشرائها لمساعدتهم في التقليل من الأضرار الناتجة عن مشاهد الكمبيوتر لفترات طويلة. كما وجدت أن هناك دراسة في جامعة كورنل في ولاية نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية قام بها البوفسيور ألن هدج في 24 سبتمبر 1992 تفيد بأن العاملين على الكمبيوتر يجب عليهم ألا يجلسوا لمدة طويلة أمام الكمبيوتر وأنه يجب عليهم أخذ فترات راحة لتحسين أداء العمل. سادساً: من اطلاعي على موقع جمعية القلب البريطانية وجمعية فشل القلب الأمريكية وجدت أن حوالي 270.000 حالة فشل للقلب في بريطانيا كل عام بينما وجد حوالي 2.1 مليون مريض حدث لهم ألم في الصدر الذي يعد العارض الرئيسي لمرض القلب، وأن أمراض القلب أثرت في 62 مليون أمريكي وأحد أسباب أمراض القلب هي قلة الحركة بجانب أسباب أخرى عديدة، ولذلك ينصح الأطباء بنصف ساعة مشي يومياً على الأقل. كما يقول الدكتور بيتر ويسبرج رئيس جمعية القلب البريطانية (BHF) إن الرسالة التي وصلتنا من الإحصائيات أننا أصبحنا جيدين في تنظيم ومعالجة المرض الذي نعرف وجوده ولكن المشكلة تكمن في أننا عملنا لا شيء يستحق ذكره لمنع حدوث الأمراض، وبينما نجد أن الناس سعداء بأخذ أدوية تمنع حدوث أمراض القلب، لكن ليست هناك براهين في أنهم سيغيرون من نمط الحياة الممل ومنها قلة الحركة. كما يذكر الدكتور ويسبرج أنه في بريطانيا خلال العشرين سنة الأخيرة زاد عدد الرجال من ذوي الأوزان الزائدة من 45% إلى 67% وعدد النساء من 36% إلى 59% ويصاحب هذه الأعداد أيضاً صغار السن ذوو الزيادة في الوزن والذين سيكبرون خلال العشر سنوات المقبلة وسيصبحون ممن لديهم القابلية لحدوث أمراض القلب وبالتالي عرضة للذبحات الصدرية. ولذلك الطريقة المثلى لتفادي أمراض القلب والذبحة الصدرية هي في عدم المرض بأمراض القلب في المقام الأول، ولذلك ينصح الدكتور بأكل طعام صحي والتمارين باستمرار والتوقف عن التدخين. وعلى سبيل المثال، حسب جمعية القلب البريطانية فإن تكاليف أمراض القلب في بريطانيا حوالي 3.5 ملايين جنيه في السنة، أغلبها تكاليف الرعاية السريرية لمرضى القلب وتكاليف الأدوية. ويقال إن نجاح أدوية القلب غطت على أسباب الحدوث وأن قلة النشاط الحركي هو من أسباب زيادة أمراض القلب. وأعود وأكرر القول إن قرار الفترة الواحدة لتداول الأسهم في 6 شوال 1427هـ سيكلف أغلب الشعب السعودي مستقبلاً صحته وسيكلف الحكومة والشعب بلايين الريالات في سبيل المعالجة الطبية نتيجة زيادة الأمراض التي ستسببها طول الفترة الواحدة للتداول (طول الفترة يسبب الكسل، والكسل والأكل وقلة الحركة تسبب زيادة الوزن وزيادة الوزن يسبب بعض الأمراض التي تسبب زيادة في الأمراض الأخرى وتؤدي في النهاية إلى الموت السريع، عملية مترابطة تبدأ صغيرة من قلة الحركة وتنتهي كبيرة). ولا ننسى أن القرار السابق للهيئة أخذ في الاعتبار الحالة الاجتماعية والدينية للبلاد فنحن شعب مسلم نصلي خمس مرات في اليوم الواحد اثنتان منها ستقع خلال فترة التداول الجديدة بينما كان في السابق مواعيد الصلاة خارج أوقات التداول، وأيضاً خروج الطلاب والطالبات من المدارس عادة بعد الساعة الثانية عشر وكان النظام القديم يراعيها بينما النظام الجديد لا يراعي ذلك وهذا سيزيد من الاعتماد على السائق الأجنبي وزيادة أعدادهم بدلاً من التقليل منهم، كما يراعي النظام السابق الموظفين فجعل فترة مسائية لهم كما كان لهم وقت للغداء والراحة قبل تداول الفترة الثانية. تذكروا أننا شعب يختلف عن شعوب أوروبا وأمريكا، فلنا عاداتنا وتقاليدنا فعلى سبيل المثال، المرأة هناك تعمل وتسوق السيارة وتساعد في نقل الأولاد من وإلى المدارس وتقوم بأمور أخرى كثيرة بينما نحن شعب حتى الآن نناقش مشاكل النقاب والحجاب وحق المرأة في قيادة السيارات وغير ذلك من الأمور الاجتماعية والدينية. وأخيراً أكرر شكري لجريدة الجزيرة متمثلة في رئيس تحريرها أخي خالد المالك والعاملين معه لجعلي أزداد علماً عن طريق البحث العلمي في هذا الموضوع وأزداد شوقاً لمعرفة رأي أطبائنا الكرام الذي سيزيد من معرفة شعبنا بالثقافة الصحية التي ستساعدنا في بناء أجيال المستقبل الواعية بما يفيدها وينفعها.
د. عبدالملك بن عبدالله الخيال
|
|
|
| |
|