| |
سلامة القلب عبد الكريم بن صالح المقرن
|
|
هل أنت صاحب قلب سليم؟ وهل سألت نفسك يوماً عن سلامة الصدر وحقيقتها؟ وعن الأسباب التي تعين على تحصيلها؟ وهل حاولت يوماً أن تطهر قلبك من الغل والحسد، والحقد على الآخرين؟ هل عرضت قلبك يوماً على ميزان الإسلام لتعرف مقدار تحقيقه لمبدأ سلامة القلب؟ أعرف كثيرين ممن يتصفون بسلامة القلب يعيشون في الدنيا عيشة هنية، وعيشة السعداء أعرف واحداً منهم يقوم بقضاء حوائج الآخرين دون مقابل، لا يحمل في قلبه غلاً ولا غشاً ولا حسداً لأحد من المسلمين، يبر والديه، ويحسن إلى الناس جميعاً، فبارك الله له في نفسه وولده وماله، وقد أصلح الله ذريته فصاروا قرة عين له ولجميع من يراهم، وسلامة القلب سبب النجاة يوم القيامة كما قال تعالى: )يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ(والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (خير الناس ذو القلب المخموم، واللسان الصادق. قيل: وما القلب المخموم؟ قال: هو التقي النقي والذي لا إثم فيه ولا بغي ولا حسد. قيل: فمن على أثره؟ قال: الذي يشنأ الدنيا ويحب الآخرة. قيل: فمن على أثره؟ قال: مؤمن في حسن الخلق). ولما أخبر صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات عن رجل أنه من أهل الجنة، وسئل ذلك الرجل عن عمله قال: (لا أبيت وفي نفسي غل على أحد من المسلمين، ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه). فما أجدرنا في رمضان أن نهذب نفوسنا، ونطهر قلوبنا، ونجتهد في إصلاحها وتحقيق سلامتها، فإن أصحاب القلوب السليمة هم أهنأ الناس عيشاً في الدنيا والآخرة، يحبون للآخرين ما يحبون لأنفسهم، وقد سمت قلوبهم ونفوسهم عن نزعات الشر والسوء، وصارت نقية لايعتريها الحقد والحسد، والغل والغش. فاللهم اجعل قلوبنا سليمة، واحشرنا يوم القيامة مع أصحاب القلوب السليمة.. آمين.
|
|
|
| |
|