| |
الأحد 25 رمضان 1393هـ - الموافق 21 أكتوبر 1973م - العدد (736) بلاغات أدبية عن المعركة بقلم : عبد الله الماجد
|
|
يا لخجلي وآسفاه.. الزميل (الحارثي) يطاردني كطلقة نارية، فماذا يمكن أن أكتب؟! وهل ما أكتبه يستاهل القراءة، في مقابل قراءة تغطية واسعة لإحدى مواجهات قواتنا ومطارداتها لفلول الأعداء..؟ لقد سقطت كل الأقاويل، وتكسرت كل الأقلام، أمام أول طلقة عبرت القنال، وأول طلقة شمخت ذرى الجولان. -2- الشعراء، والكتاب، أو الفنانون بصفة عامة، الذين استجابوا للنتائج التي حققتها معارك الجيوش العربية أمام زحف قوات العدو منذ الآن، لن تكون استجاباتهم سوى (أناشيد الفرح) للنصر الذي طال ترقبه، لأنها ستكون استجابات انفعالية، والفن الحقيقي أبعد ما يكون عن الانفعالات السريعة. ما أعنيه أن الانفعال بالتجربة لا يسبق انصهارها وذوبانها داخل معمل الفنان، ثم تأتي مرحلة الانفعال، وهذه الأحوال كانت من أغنى وأصدق الأعمال الفنية. -3- في آخر روايات نجيب محفوظ (الحب تحت المطر) التي صدرت قبل خمسة أشهر تنتهي أحداث الرواية بهذه الكلمات على لسان (أبوالنصر الكبير) أحد رجال المقاومة الفلسطينية: (للمسألة وجها آخر، فالقضية ممتدة في الزمن وليست بقضية هذا الجيل وحده، ولا بأس أن يتقرر في لحظة زمانية ولضرورة أقوى منا مؤقتا التضحية بمجموعة باسلة من العرب في سبيل صالح العرب ككل، ولكن الكلمة النهائية ستظل سرا مقدسا في طوايا الغيب، كما سيظل ميلادها رهنا بالإدارة، فأما أن نموت موتا غير مأسوف علينا، وإما نحيا حياة كريمة كما ينبغي لنا). هل تقررت الكلمة النهائية التي حدد ملامحها هذا الفنان الأصيل، قبل انفجارها في العاشر من رمضان.. إن ما يجري اليوم عن الجبهات العربية يحمل شعار (الموت موتاً غير مأسوف علينا، وإما نحيا حياة كريمة كما ينبغي لنا).. أرجو أن يفهمني هذا الزميل العزيز، مع إعجابي بتطلعاته أحيانا، أرجو أن يحافظ على هذا الإعجاب في نفوس الكثيرين، وألا يسقط نهائيا، لأن سقوطه المبدئي يمكن تداركه. -4- أحد الزملاء يكتب يوميا كلاما عن المعركة، لا أدري بأي صفة اصف ما يكتبه الزميل العزيز، ولا أدري كيف جرؤ على نشر مثل ما ينشده كل يوم، ليس لأنه في مستوى الكلام الذي يجب أن يكتب عن معاركنا اليوم وحسب، ولكنه ليس في مستوى كلامنا العادي كل يوم عن المعارك.
|
|
|
| |
|