تعقيب على خبر وجودها
ابتهال.. وثلاث وقفات؟!

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة
الأستاذ خالد المالك حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أما بعد:
طالعتنا (الجزيرة) في العددين 12446-12447 - الخميس والجمعة 4-5-10-1427هـ تتحدث عن (ابتهال المطيري) وأن هناك اشتباها في العثور عليها في أحد قصور الأفراح بالزلفي.. ونحن كمواطنين نعيش المأساة بكينا من الفرح.. لكن سرعان ما تبدد الأمل وعاد الحزن والترقب من جديد.. وحول ما صاحب وجود طفلة شبيهة (بابتهال) أقف معه عدة وقفات:
الأولى.. للجهات الأمنية، مطلوب أن يكون التعامل مع مثل هذه القضية التي تمس شعور أبوين يكاد قلباهما ينفطران على فراق ابنتهما منذ سبعة أشهر بعناية أشد.. فبمجرد خبر اشتباه.. تستدعون أهلها.. مجددين لهم الأحزان من جديد.. بعد أن أحاط بهم الأمل ونثروا دموع الفرح، بل كادت قلوبهم تقف من خبر وجود شبيهة لابنتهم ابتهال.. ودعوتهم للحضور للمعاينة.. إن الواجب في مثل هذه القضية أن تدار بكل حساسية مراعاة لشعور أسرتها المنكوبة وعدم ابلاغهم قبل التأكد من العثور.. فالحمض يكفي لبيان الحق من عدمه دون تجديد الأحزان.. ويمكنكم الاحتفاظ بنتيجة التحليل للمستقبل وعدم تكرار مثل هذه الصدمة الأليمة لأسرتها ولعموم المواطنين.. مع دعواتنا لعودتها قريباً إن شاء الله.
الرسالة الثانية.. لوسائل الإعلام:
أيها الإخوة في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، رفقا بنا فقد علا النشيج بكاء من الفرح وسجد الكثير لله شكراً على عودتها.. هذا من جانب المواطنين.. أما أسرتها فلا يمكن وصف حالهم بحال الخبر كان واثقاً100% حتى أن أقارب ابتهال شدوا الرحال لتقديم التهاني والتبريكات.. وسائل الاتصال الخاصة بذويها لم تتوقف تقدم التهاني لهم.. إننا نعتب عليكم مثل هذه الأخبار الحساسة التي تتعلق بمفقود طالما انتظره أهله والمجتمع بأسره رفقاً بنا مرة أخرى.. فليس كل القضايا لها سبق إعلامي.. دعواتنا مرة أخرى لابنتنا (ابتهال) بالعودة التي تعيد لنا ولذويها الفرح من جديد.
الرسالة الثالثة.. لمن يملك أي معلومة عن (ابتهال): أخي يا من كنت سبباً في اختفاء (ابتهال) إنني أذكرك بيوم يقوم الناس لرب العالمين لا تخفى منهم خافية.. وأذكرك بأن الله يراك ومطلع عليك وعلى كل خافية.. يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.. وأذكرك بقوة الله وضعفك في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
إنني أناشدك الله أن ترحم أماً تتمنى حياة ابنتها على حساب حياتها.. وأن ترحم أباً ضاقت عليه الدنيا بما رحبت.. وأن ترحم المجتمع الذي ذرفت دموعه وما زال يترقب بدعوات على من كان السبب في اختفائها.. وأن ترحم هذه الطفلة التي براءتها كسرت قلوب الملايين.. ما ذنبها؟! وأن ترحم نفسك التي ستلاقي تبعات ما صنعت في الدنيا أو في الأخرة، لكنك إن تراجعت فأبواب العفو مفتوحة وإن لم تتراجع فاعلم أن الله ناصر كل مظلوم طال الزمان أو قصر.