| |
أصبحت.. تحت المراقبة ندى الفايز
|
|
أصبح - والحمد لله بل حسبي الله - تحت المراقبة لكن من الجانب الثقافي والفكري، حيث (لا) أتصور على الإطلاق أن استهدف عبر تخصيص قمر صناعي (ابن حلال) يراقبني أو يستطلع ماذا أفعل في مشوار حياتي اليومي، خصوصاً أني أقوم بقضاء معظم وقتي بين الكتب حتى بدأت أخاف من شبح الجاحظ الذي جحظت عينه من كثرة القراءة والكتابة وتوفي عندما سقطت فوق رأسه أحد رفوف الكتب عندما كان منهمكاً بالقراءة دون أن يسعفه زمانه حتى بخوض غمار التجربة واستخدام برنامج قوقل ارث، وبالمناسبة هناك ثلاثة قوقلات من نفس العائلة القوقلية لكن متفاوتين في التطور، فهناك قوقل عادي وآخر يدعى قوقل بلس والأخير يسمى قوقل بروا، طبعاً هذه الحزمة من القوقلات هي المتاحة للعموم، هذه غير ما هو مستخدم من أجهزة تقنية عالية الدقة وغير متاحة للعموم مثل التي عند أجهزة الاستخبارات الأمريكية التي تحدثنا عنها وعن دقتها بإسهاب بالمقال السابق، وكيف أنها رصدت حتى مقاس ونوعية ملابس صدام حسين الداخلية أثناء مراقبته في الحرب على العراق، كما أوضحت كيف قام الجيش المصري بالتحايل على أقمار المراقبة الصناعية عبر استخدام الضفادع البشرية المصرية بالغوص في قناة السويس بحرب العبور كتكتيك من ضمن الاستراتيجية المصرية الحربية آنذاك. وكما نشرت بمقالات سابقة تحت عنوان: (قوقل ارث يراقبك) ومن قبلها مقالة بعنوان: (انتبه.. العالم يراقبك) حيث جاء من بين ما جاء فيها التوضيح بإمكانية مراقبة سطح الأرض من خلال برنامج قوقل ارث الذي يتيح عبر أصدرته الثلاثة مراقبتنا للعالم من حولنا، وكذلك مراقبتنا من قِبل العالم الذي من حولنا، وكيف أن تلك التقنية جعلت المتطفلين (الملقوفين) يراقبون سطح الأرض ومن فيه، الأمر الذي دفع بعض من الشعب الأمريكي إلى رفع قضية ضد شركة قوقل ارث بتهمة التعدي على الخصوصية في محكمة ماسيتشيوسيس بمدينة بوسطن الأمريكية التي أقمت فيها للدراسة، وكما أوضحت بكلتا المقالتين اللتين نشرتا بجريدة (الجزيرة) الأولى في يوم الاثنين أول أيام العيد المبارك والثانية نشرت بيوم الجمعة من نفس الأسبوع، وأشغلني قراءة تعقيبات القراء عليها طيلة أيام العيد المبارك، أو بالأصح جعلتني أعيد مع جهاز - اللاب توب - وتحديداً بداخل إيميلي (بريدي الإلكتروني) ولا أخفي عليكم تفاجئي بسرعة وكمية التعقيبات التي انهمرت على إيملي وبصراحة شديدة أول مرة أصادف هذا الزخم الهائل من الردود، خصوصاً أنه من الواضح ارتفاع درجة التخصص والخبرة وكذا الاهتمام في موضوع المقالين المشار إليهما لدى القراء الكرام بشكلٍ فاق معلوماتي المتواضعة في هذا المضمار، خصوصاً أني أعترف بدخول أرض ليست بأرضي وموضوع كنت أحسب أن لي ناقةً أو جملاً فيه، أضف إلى ذلك أن التعقيبات من الواضح أنها تفحصت كل كلمة بالمقالين ولم تترك سطراً فيه إلا وقلبته وبحثت تحت الحروف (لا) بينها فقط. هذا الأمر ولّد عندي شعوراً أنني أصبحت تحت المراقبة الثقافية من قِبل المعجبين بعائلة قوقل ارث بأبنائها الثلاثة (العادي والبلس والبروا) حتى ان أحد القراء كتب صراحة يخبرني أنه كما أراقب سطح الأرض عبر قوقل بالمقابل العالم يراقب ما أكتب عن قوقل، وعليه لا بد أن اراعي الدقة قدر الإمكان وكأنه يريد القول: انتبهي نحن نراقبك خصوصاً أن المتحدث عنه هو قوقل شخصياً وأبناؤه الثلاثة!!، الشيء الذي جعلني آخذ الموضوع على محمل الجدية التامة، فسارعت بالاتصال فوراً عبر برنامج السكايب (الاتصال عبر الإنترنت) بأحد الأصدقاء بمعهد MIT بمدينة بوسطن التي تعد أحد الصروح الأكاديمية المرموقة في مجال تقنية وإدارة المعلومات وأخذت استفهم حول آخر أخبار شركة قوقل ومجريات القضية التي رفعت في محكمة ماسيتشيوسيس، وكما هو معروف أن مدينة بوسطن تقع في ولاية ماسيتشيوسيس الشهيرة، وناقشت موضوع تورطي بمقال عن قوقل ارث مع القراء، وطالبت أصدقائي بالشرق الأمريكي بمساعدتي، خصوصاً أن ردود القراء العرب تعد جد متخصصة وعالية الاطلاع و(لا) أريد أن أظهر بمظاهر التخلف التقني أو المعلوماتي أمامهم، خصوصاً أن مسرح أحداث قضية قوقل تدور بعض من فصولها بالشرق الأمريكي وتحديداً بولاية ماسيتشيوسيس. أما عن الشرق العربي فلقد تلقيت سيلاً جارفاً من الرسائل الإلكترونية، حيث أرسل أحد القراء رسالة إلكترونية ينتقد فيها عدم مراعاتي الأمانة والتاريخ العلمي لذلك التقدم التقني الذي أتاح مراقبة سطح الأرض، إذ إني ذكرت في المقال الأول أن محرك البحث قوقل هو من قام بشراء البرنامج الذي أتاح مراقبة سطح الأرض، الأمر الذي أثار حفيظته لأنه وحسب وجهة نظره الدقيقة للغاية كان لا بد أن أكتب أن شركة قوقل شخصياً هي من قامت بإبرام الصفقة وليس محرك البحث قوقل الذي يعد من ضمن الشركات الفرعية التي تتبع الشركة الرئيسة قوقل، والذي يعد محرك البحث قوقل بمثابة شركة فرعية من بين مجموع شركات قوقل الكبرى، وتساءل القارئ كيف لي أن أقوم بنسب إبرام صفقة بهذا الحجم لمحرك البحث قوقل عوضاً عن نسبها إلى شركة قوقل شخصياً، وأن يُسمح لي بنشر هذه المعلومات غير الصحيحة بالجريدة التي أكتب فيها!!. قارئ آخر يسأل كيف لكاتبة مقالة بجريدة مثل جريدة الجزيرة، ترتشف كوب قهوة بالصباح وتتنزه من خلال برنامج قوقل ارث في سطح الأرض على كيفها و(لا) تعرف بالوقت نفسه أن تفرق بين النسخة والإصدار في البرامج الإلكترونية، وأخذ يشرح الفرق بين المصطلحين ونواحي استخدام كل منها، واختتم الرسالة الإلكترونية بتهديد مبطن عبر القول إنه فضل بهذه المرة باعتبارها الأولى توضيح ذلك عبر مراسلتي على بريدي الشخصي عوضاً عن إرسال خطاب إلى سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة شخصياً!!. قارئ كتب رسالة إلكترونية تقطر شفقة بحالي أو كما قرأت ما بين سطورها التي كادت تقول أشفق على غبائك التقني لأنك تتفقدين سيارة بالرياض كل صباح للتأكد من عدم استخدام السائق لها في مشوار خارج نطاق العمل على الرغم من ذكرك أن البث غير مباشر. أما القارئ الآخر فلم يخف تعجبه (بصريح العبارة) تجاه شعوري الذي وصفه بالتحمس التقني الزائد وغير المبرر وأنه يدل على أني غير متعودة إطلاقاً على التعامل ومواكبة الاختراعات الجبارة، وذلك تعقيباً على ما جاء بالمقال الذي أوضحت فيه شعوري بأني استمتع باللحظة والتقنية حتى مع عدم وجود بث مباشر، ومع ذلك أقوم يومياً بالتنزه في أرجاء الكرة الأرضية بعد تفقد منزلي والسيارة كل صباح. وقارئ آخر وقد أحزنني أسلوبه وطريقة تفكيره و(لا) أدري كيف استوعب الفكرة بالمقال وأرسل يقول إني غير صادقة و(لا) أقوم بشرب أي كوب قهوة بالصباح أو حتى اتفقد منزلي و(لا) يصدق حتى انني أقوم بالتنزه بالكرة الأرضية يومياً بعد ارتشاف كوب القهوة المزعوم على حد ما كتب برسالته الإلكترونية التي شن من خلالها هجوماً إلكترونياً مؤلماً على مصداقيتي الصحافية، ولم يبق له سوى أن يقول إني أكذب عليكم عبر كتابة تلك المقالات. كما أن هناك قارئاً أتصور أن خلفيته عسكرية لأنه أرسل رسالة إلكترونية واضحة الهدف حيث جاء فيها الإجابة عن التساؤل الذي طرحته عن مقدار الدقة المتاحة للمستخدم العسكري إذا ما كان المتاح للمستخدم المدني في حدود 60 سم وعليه عقب: رداً على التساؤل الأخير الذي اختتمت به المقال.. فأقول منذ بداية الثمانينيات الميلادية في بداية الحرب العراقية الإيرانية كان الأمريكان يخبرون العراقيين عن القوات الإيرانية عدداً وعتاداً وموقعاً وكان ذلك بواسطة أقمار انتهت الاستفادة منها الآن وذاك لبدائيتها فما بالك الآن بعد 27 سنة من التطور العظيم. أما أحد القراء (الخليجيين) فجاءني أن مقالتي طافت الخليج العربي، وذكر كذلك أنه قرأ مقالة العالم يراقبك بموقع صحيفة إيلاف الإلكترونية مع أني نشرتها بجريدة الجزيرة السعودية التي (لا) يسمح رئيس تحريرها بالكتابة باللغة العربية في مطبوعة أخرى، غير أن صحيفة إيلاف الإلكترونية على ما أتصوره تضم تبويباً ينشر مقتطفات من مقالات الكتاب بالصحف العربية وعليه أُعيد نشر مقالتي انتبه.. العالم يراقبك. وعلى ضوء ذلك أتصور أن جريدة الجزيرة جعلت العالم يراقبني ثقافياً، حتى ان قارئاً آخر يعمل بمؤسسة إعلامية أرسل رسالة من بريد العمل الرسمي بهدف عرض إتاحة فرص مراقبة منزلي والسيارة بصورة أوضح من خلال برنامج قوقل المتقدم، من ثم ارسل رسالة إلكترونية أخرى تطلب رقم وسيلة اتصال بي بهدف تقديم دعوة للمشاركة الإعلامية بإحدى المحطات الفضائية حول موضوع المراقبة والتجسس، ومع اني أرسلت رسالة اعتذار إلكترونية فوراً لعدم إمكانية قبول الدعوة، كما أنني لست من المتخصصين غير أنهم حاولوا إقناعي أن هذه (لا) يمنع المشاركة خصوصاً أن مخرج البرنامج يريد استضافة مثقف (لا) مختص، ومع أني متمسكة برأيي إلا أن الموقف ذكرني بعبارة لطيفة دائماً ما تردد طويلاً بالأفلام المصرية تقول: المخرج عاوز كده.... وجاء اليوم الذي يطلب المخرج مني شخصياً لعب ذلك الدور لكن في برنامج ثقافي!! وهكذا أصبحت من المثقفين نتيجة مقالة (قوقل ارث) ومن قبلها مقالة (انتبه.. العالم يراقبك) التي اعترف أني كتبتها على جناح السرعة ولم تأخذ مني كتابة كل وحدة منها حتى نصف ساعة في التحرير، مع أن بقية مقالاتي خصوصاً مقالات التاريخ المنسي أخذت مني مدة أطول لتجميع المادة والمراجع العلمية ومن ثم التدقيق بحيثياتها، ومع ذلك لم يلتفت لها أحد على الإطلاق أو يعاد نشرها ضمن مقتطفات مقالات الصحف العربية سواء بصحيفة إيلاف الإلكترونية أو غيرها، أو حتى جعلت أي محطة فضائية تبحث عني وتحاول استدراجي للظهور فيها حسب طلب المخرج شخصياً!! وبالمقابل مقالة قوقل ارث تراقبك التي أعترف أنها تحتوي على خطأ جغرافي فادح نتيجة تلك السرعة في التحرير الذي لم يتم تداركه إلا بعد النشر ومع ذلك صنفت استناداً إلى مقالين حول قوقل ارث وأبنائه الثلاثة ومراقبة سطح الكرة الأرضية وقريباً جداً مراقبة سطح القمر، ومع ذلك كله صنفت ضمن نخبة المثقفين على الرغم من وجود الخطأ الجغرافي الفادح، حيث ذكرت نتيجة السرعة في كتابة المقال الثاني بيوم العيد وعدم التدقيق، ذكرت أن إخواننا المصريين وبحسب المراجع التاريخية قاموا من خلال الضفادع البشرية بعبور البحر الأحمر في بداية الحرب، والصحيح أنهم عبروا تحديداً مياه قناة السويس عبر استخدام استراتيجية الضفادع البشرية في الخطة التكتيكية حتى (لا) تكشفهم الأقمار الصناعية التي كانت تراقب الحدود في بداية الحرب ضد إسرائيل قبل حتى وجود قوقل ارث وأبنائه الثلاثة. وبما أن الحديث كان عن اخواننا المصريين وحرب أكتوبر (العبور) الباسلة تصورت أن تكون فضيحتي الجغرافية - بجلاجل - كما يقال باللهجة المحكية المصرية، خصوصاً بعد أن تخيلت استحالة عبور الضفادع البشرية المصرية وقطع عرض البحر الأحمر الذي يحتاج إلى خطة استراتيجية تحمل اسم أسماك قرش أو الحوت (لا) الضفادع. حتى اني وأقولها بصدق فزعت كل الفزع من أن يؤثر ذلك الخطأ غير المقصود على مصداقيتي عند القراء الكرام، ولا أخفي مقدار الضيق الشديد الذي أصابني نتيجة عدم مراجعة المقال كما ينبغي، ومع ذلك اعتبرت من ضمن النخب الثقافية وغض الطرف والنظر تماماً عن الخطأ الجغرافي وتم التركيز حول موضوع المراقبة والتجسس والمستر قوقل ارث الذي أشغلني ومن ثم أقلقني على مصداقيتي الثقافية، ومن الواضح أني بعدها أصبحت مستهدفة وتحت المراقبة الثقافية من قِبل المهتمين بموضوع قوقل ارث بغض النظر عن ذلك الخطأ الجغرافي الذي أصابني بالفزع الثقافي على مصداقيتي لديكم، الأمر الذي أعده أهم من أي شيء آخر على الإطلاق حتى مع انتشار مقال قوقل وانحصار المقالات الأخرى، لأن الشهرة أو غيرها في النهاية مسألة نسبية وتعد من القشور، والأهم هو جوهر ومصداقية ما يكتب، خصوصاً عند التطرق إلى الموضوعات التاريخية والجغرافية التي أميل إليها أكثر من الموضوعات التقنية وإن كانت أكثر شعبيةً وانتشاراً لدى القارئ وتطوف حتى الخليج العربي في ثوانٍ معدودة بحيث جعلتني تحت المراقبة الثقافية في كل ما أكتب، ومع أن صديقتي الصدوقة أخبرتني أن ذلك يعد من علامات النجاح، غير أني إنسانة أحبذ أن أكون مغمورة (لا) مشهورة على الإطلاق، لأني غير مهيأة في هذه الفترة بأن تطوف مقالاتي الفضاء الإلكتروني خصوصاً عن قوقل ارث وأبنائه الثلاثة ويقال إن هناك رابعاً بالطريق قادم. وقطعاً لم يبق للتذكير سوى.. بخطة العبور التي قادها الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة إبان حرب أكتوبر والتي (لا) يعد تكتيك الضفادع البشرية فيها سوى جزء بسيط من خطة عظيمة من أبرز ما نتج عنها تحطيم الخط الذي رسمه الإسرائيليون والذي (لا) يعتبر مجرد خط عادي ولكنه أقوى خط دفاعي في التاريخ الحربي الحديث، حيث يبدأ من قناة السويس وحتى عمق 12كم داخل شبه جزيرة سيناء، واترككم الآن لتفقد قناة السويس وأطلال خط بارليف من خلال Google Earth Plus قوقل ارث بلس وقريباً إن شاء الله سوف أقوم باستخدام قوقل بروا Google Earth Pro شخصياً والتجول في سطح الكرة الأرضية أو حتى على سطح القمر والمريخ أو حتى عطارد والزهرة كما أحلم وأتمنى أن أخوض غمار تلك التجربة أيضاً. وختاماً وعلى غير العادة أرجو أن (لا) يكون للحديث بقية حول موضوع قوقل الشائك للغاية، خصوصاً أني أفضل العودة للكتابة من جديد حول التاريخ المنسي، حتى وأن تملل أو أنفض القراء من حول كتاباتي وانقرضت أعداد الرسائل الإلكترونية ورجعت إلى شريحة المغمورين من جديد وأعان الله فئة المشهورين والمنتشرين وكل عام وأنتم إلى الله أقرب.
nada@journalist.com |
|
|
| |
|