أفتخر وأعتز بأن أكون ابن امرأة سعودية.. وزوج امرأة سعودية وأخ لامرأة سعودية وقريب لنساء سعوديات ومواطن يجمعني الوطن بالمواطنات... إلخ.
وهذا الاعتزاز والافتخار جاء من دافع الاعتراف أن المرأة السعودية هي الجذور والأساس والقاعدة لكل ما نشاهد على هذه الأرض المباركة.. المملكة العربية السعودية والتي حقق أبناء وبنات (المرأة السعودية) كل هذه الانجازات التي هي حقيقة بارزة للأعيان.. فمن من القراء الكرام لم يولد من بطن امرأة.. ولم يترعرع في أحضان امرأة ولم يتغذى بحليب امرأة.. ويتربى في ظل امرأة.. ويدخل المدرسة بيد امرأة..؟ لا أعتقد أن أحداً ينكر ذلك، أليس كذلك؟
إذاً.. علينا أن نحارب كل من يحاول أن يسيء لهذه المرأة التي هي ليست فقط نصفنا (الحلو) وإنما هي حياتنا كاملة.. ولابد هنا أن انتقد وبشدة أولئك الذين وصفوا أمهاتهم وزوجاتهم وبناتهم بالكثير من النعوت والأوصاف المسيئة لها.. ولا أدري كيف تجرأ سقراط وهو الفيلسوف المشهور بقوله (إن المرأة مصدر كل شر!). وتبعه أفلاطون والذي أظهر سعادته (بأنه خلق حراً لا عبداً ورجلاً لا امرأة)، وأرسطو الذي لم ير في أمة أكثر من وسيلة للتناسل من أجل الحفاظ على النوع، وغيرهم من الذين تنكروا لمن أنجبتهم وربتهم وعلمتهم وأوصلتهم إلى ما هم عليه.. إلا أن الشاعر يقول:
وهذه عادة من عادات الانتهازيين والذين يتنكرون لكل ما يصنع ويقدم لهم.. إلا أن الشاعر أيضاً يقول:
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته |
وأن أنت أكرمت اللئيم تمردا |
وفي نظري من يتنكر لأمه فهو نذل... ولا خير فيه. وحديثي عن المرأة السعودية بالذات يأخذني إلى الخبر الذي تربع على صفحات جميع الصحف السعودية والعربية والدولية.. وهو خبر السيدة السعودية (فريال مصري) والتي تحمل الجنسية الأمريكية الآن إلا أنها من أصول سعودية عربية إسلامية والتي تستعد لدخول الانتخابات الأمريكية عن ولاية كاليفورنيا على خوض انتخابات مجلس النواب في البرلمان (الكونغرس) الأمريكي. وتفتخر فريال أنها من مواليد مكة المكرمة لوالد كان يعمل مطوفاً.. وهي ناشطة عربية مسلمة.. اختارت مناهضة الحرب في العراق بقوة، وعلى رغم انضمامها الى الحزب الديمقراطي إلا أنها تتمسك بأن من حقها أن تكون مستقلة في الرأي. وجاء طموح فريال مصري لهذا المنصب، بعدما حققت إنجازات عدة جعلتها معروفة على نطاق محلي واسع، إذ اختارتها قناة (اي بي سي) الأمريكية كشخصية الأسبوع في عام 2005م، ومن خلالها حصلت أيضاً على جائزة حقوق الإنسان التي تمنحها مكتبة الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريغان. وحصلت فريال مصري في عام 2006م على جائزة (شخصية العام الديمقراطية) التي تمنحها مؤسسة فرانكلين واليانور روزفلت.
ولا ننسى مشاركة السيدة فريال مصري في المنتدى الاقتصادي الدولي والذي أقيم في عروس البحر الأحمر جدة عام 2005م جنباً إلى جنب وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت ورئيس مجلس الأمن القومي الأمريكي السابق بريجنسكي وغيرهم من قادة العالم.
وإذا نجحت فريال مصري بالفوز بالمقعد الذي تحلم به في برلمان أهم ولايات أمريكا، ستكون على مستوى العالم كله أول سيدة سعودية المولد تنتخب لمنصب سياسي خارج بلادها. وبهذا ستكون الممكلة العربية السعودية.. حكومة وشعباً أول المهنئين بهذا الإنجاز السعودي للمرأة السعودية.. بصورة عامة.
|