الإنفلونزا وأهمية تطعيماتها

دلائل كثيرة تشير بشكل إيجابي للتطعيم ضد الإنفلونزا على الوضع الصحي، ليس فقط للمرضى الكبار سناً بسبب ضعف في جهاز المناعة عندهم، بل أيضاً للكثير من المرضى الأكثر عرضة لأخطار الإصابة بأمراض القلب والرئة، التطعيم ضد الإنفلونزا ساهم بشكل ناجع في الحد من خطر الإصابة بالأمراض القاتلة عند المرضى بنسبة وصلت إلى 78%. الجديد هنا بلا شك هو اتساع نطاق التأثير الإيجابي للتطعيم ضد الإنفلونزا ليشمل مرضى أصغر سناً، يعانون من أمراض في القلب والرئة، علاوة على مرضى يعانون من خلل أو عجز في جهاز المناعة والإنفلونزا من أكثر الأمراض انتشاراً، ولا يوجد إنسان في الدنيا لم يصب بها مرات متعدِّدة وهي ليست بالمرض البسيط التافه الذي يظنه الناس ويستهترون به، فيهملون علاجه إذا أصابهم، ولا يحترسون من عدواه إن أصاب غيرهم وهذه الحمى مرض شديد العدوى سريع الانتشار، يتميز بارتفاع مفاجئ في الحرارة مع شعور بالبرد أو رعشة، والتهاب بالأغشية المخاطية لمسالك الهواء العليا، ويحدث رشح من الأنف وسعال وبحة في الصوت وتسيل الدموع من العين وتعتبر الإنفلونزا من أكثر الأمراض الفيروسية انتشاراً وقلما يمر فصل الشتاء دون أن يتعرض المرء للإصابة بالإنفلونزا ذلك أن فيروسات الإنفلونزا لها المقدرة على الانتقال والانتشار بين الناس بشكل سريع.
سبب مرض الإنفلونزا
هناك عدة أنواع من الفيروسات تسبب الإنفلونزا بشكل وبائي يكثر في فصل الشتاء وعادة ينتقل الفيروس من شخص مصاب إلى آخر عن طريق الرذاذ الصادر من الأنف والفم إضافة إلى لمس الأشياء المستخدمة من قبل المريض أو الاختلاط بالمريض سواء في البيت أو العمل أو المدارس تصل نسبة الإصابة بالإنفلونزا في بعض الأحيان إلى 10 - 40% لكل سنة وتدوم فترة الحضانة ما بين دخول الفيروس للجسم وظهور الأعراض ما بين يوم إلى ثلاثة أيام وقد تحتم الإنفلونزا البقاء في المستشفى حسب شدة الأعراض.
حدوث الإنفلونزا
الإنفلونزا منتشرة في جميع أنحاء الدنيا، وفي جميع أوقات السنة لا سيما عند تغيّر الفصول، وتكثر في الشتاء، وتصيب الذكور والإناث الصغار والكبار، والعدوى عن طريق الرذاذ مباشرة من المريض إلى السليم، وهي عدوى سريعة جداً، حيث تدخل الفيروسات عن طريق الجهاز التنفسي مع الرذاذ والهواء المستنشق وتبدأ بالتكاثر خلال هذه المدة ثم تبدأ الأعراض بالظهور، ومن أعراض الإصابة بالإنفلونزا ارتفاع في درجة الحرارة وآلام في مختلف أنحاء الجسم خاصة العضلات والمفاصل والصداع وألم في البلعوم وسعال جاف، وأشير هنا إلى أن الإنفلونزا تختلف عن الرشح الذي تسببه فيروسات أخرى يمكن لها أحياناً أن تشارك مع فيروس الإنفلونزا في نفس الوقت ويظهر عندئذٍ العطاس وسيلان الأنف.
تشخيص الإنفلونزا
يتم تشخيص مرض الإنفلونزا عن طريق أخذ التاريخ المرضي إضافة للفحص السريري ونادراً ما يحتاج الأمر إلى تأكيد عن طريق زراعة الفيروس من إفرازات الحنجرة أو الأنف.
طرق العلاج
كأغلب الفيروسات ليس هناك علاج جذري للإنفلونزا ومعالجة الإنفلونزا معالجة عرضية تكون بالراحة والإكثار من السوائل الطبيعية وإعطاء المسكنات وخافضات الحرارة ولا داعي لإعطاء المضادات الحيوية إلا في حالة حدوث مضاعفات مثل التهاب القصبات أو اللوزتين أو الجيوب الأنفية.
أسلوب الوقاية
من الممكن الوقاية من الإنفلونزا عن طريق أخذ لقاح الإنفلونزا الذي يتاح عادة في العيادات الطبية كل سنة ويقترح تناول هذا اللقاح وهو عبارة عن حقنة تعطى مرة واحدة كما يقترح إعطاء لقاح الإنفلونزا للأشخاص المعرضين للمرض وهم: كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة في الصدر أو القلب أو الكلى والمسافرين للسياحة في المناطق الباردة وفي الأماكن المزدحمة مثل زيارة الأماكن المقدسة خلال مواسم رمضان أو الحج والعاملون في مجال الرعاية الصحية ويكون لإعطاء هذا اللقاح دوراً أساسياً في منع حدوث هذا المرض وبالتالي حدوث مضاعفات له وعادة ما تتكون خلال أسبوع إلى أسبوعين بعد التطعيم وللوقاية أيضاً من الإصابة تجنب التعرض للتبادلات الحرارية والالتزام باستخدام الأدوات الشخصية كالمناديل والمناشف وأدوات الطعام واتباع قواعد الصحة العامة.