| |
المرأة الفقيهة موجودة ولكن..
|
|
في يوم الأربعاء 3-10 كتبت الكاتبة أمل الفاران في صفحة مقالات موضوعاً بعنوان: (الفقه النسوي) أشارت أولاً إلى وجود عائشة - رضي الله عنها - كفقيهة بارزة ثم استشهدت بهذا القول وهو: (خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء) أقول: أولاً هذا حديث جعله ابن القيم الجوزية ضمن الأحاديث الموضوعة، وقال ابن حجر: (لا أعرف له إسناداً)، هذا أولاً، أما حديثك عن عدم وجود فقيهات بعد عائشة في العصور الإسلامية حيث قلت: (وأنا أستعرض تاريخاً طويلاً للفقه الإسلامي لا أرى نون نسوة بارزة فيه). الحقيقة في العصور السابقة فقيهات قليلات العدد، ولقد اطلعت على أسماء بعضهن ويمكنك البحث أكثر لتجدي، ولكن قلة عددهن يعود إلى صعوبة تخصص النساء في الفقه وصعوبة دراستهن التي تحتاج إلى تعمق وتفرغ، فهذا الفرع يحتاج إلى مدرسين متخصصين للنساء، والمرأة قديماً كما نعلم لا تحب الاختلاط بالرجال والدراسة بينهم، وفي العصر الحالي ولله الحمد والمنة أتيح لنا نحن النساء دراسة الفقه والتعمق فيه ودراسة كل صغيرة وكبيرة فيه، وسهَّلت لنا حكومتنا، حفظها الله، ذلك في بيئة خالية من الاختلاط، وتجدين آلاف الفتيات قد أقبلن على دراسة الدين ويطلبن العلم الشرعي عبر قنوات أخرى غير الدراسة النظامية، فقد تصفحت بعض المواقع ورأيت إقبال النساء على التفقه وطلب العلم الشرعي، وأسعدني ذلك كثيراً ورأيت مرة طالبات الدراسات العليا بكلية الشريعة يدرسن وعددهن هائل خمس وثلاثين طالبة، هن طالبات الماجستير بقسم الفقه وأصول الفقه في دفعة واحدة، فماذا عن الدفعات الأخرى؟ هناك الكثير من المتفقهات المؤهلات تأهيلاً عالياً والحاصلات على أعلى الشهادات في الفقه، وفي عصرنا هذا فقد أتيح لنا ما لم يُتَح للنساء قديماً، أتيح لنا الوصول إلى التعمق في الدراسة وتسهلت أمور دراستنا ولم تعد صعبة، كما في العصور السابقة، ولكن السؤال الذي يدور في الأذهان الآن هو: رغم كثرة عدد المتفقهات في الدين والمؤهلات تأهيلاً شرعياً عالياً رغم كثرة أعدادهن، لماذا لم يبرز منهن أحد بشكل كبير؟ هن بحاجة إلى فتح المجالات لهن وإبرازهن إعلامياً ليبزغ نجمهن ويستفيد منهن النساء، وبالفعل هناك داعيات كثيرات برزن، ولكن نحتاج إلى جهود أكبر لتفعيل دورهن وإعطائهن المجال، يحتجن إلى تشجيع ودعم خصوصاً من وزارة الشؤون الإسلامية لتعيين داعيات رسميات لإعطائهن قوة وشرعية وثباتاً لكي لا يصبحن مجرد متطوعات، فهؤلاء النسوة قضين السنوات في الدراسة ولسن بأقل من الرجال في العلم، نهلن العلم من أرقى الجامعات وسهرن الليالي والشهور في التحصيل والدراسة ولا بد من دعمهن، فلماذا يذهب علمهن هدراً؟ وعلى وسائل الإعلام عدم تجاهلهن، عليها الحديث عن نشاطهن، فهن يقمن بمجهود كبير، وعلى وزارة الشؤون الإسلامية تنظيم دورات شرعية ومحاضرات وندوات يلقيها هؤلاء النسوة، فالرجل الداعية عندنا بسرعة يستطيع الكل سماع صوته، أما المرأة الداعية فليس لها أي صفة رسمية بعد رغم التأهيل العالي لبعضهن والجهد الكبير الذي بذلنه لكي يقمن بإيصال أصواتهن إلى النساء، المرأة الفقيهة موجودة، ولكن أين من يبرز تلك المواهب وهناك دراسات فقهية كثيرة يقوم بها النساء للحصول على الماجستير والدكتوراه، ولكنها تظل حبيسة الأدراج وتظل صاحبات تلك الدراسات العميقة بلا بروز ولا يعرفهن أحد ولا يستفيد من علمهن أحد.
سارة العبد الله
|
|
|
| |
|